التساؤل: الاعتماد على تضعيف الأحاديث الشريفة لا يرقى أن يكون دليلاً لمنع ختان الإناث، وذلك لأن بعض الناس يقولون إنه يمكن إتباع حديث ضعيف لأنه يحض على مكارم الأخلاق أو فضيلة هامة؟
الرد : يجب أن نبين هنا أن الدين يذهبون إلى العمل بالحديث الضعيف (وهو فى مصطلحهم غير المنكر وغير شديد الضعف) يذهبون إلى ذلك فى فضائل الأعمال لا فى جرح الناس بغير حق وإيذائهم نفسياً وبدنياً كما هو الأمر فى ختان الإناث.
ثم أن المنهج الإسلامى فى رفض ختان الإناث لا يتوقف فقط على تضعيف الأحاديث بل يبنى على عدة قواعد أساسية:
أولاً: الفهم العلمى والاجتماعى الدقيق لعادة ختان الإناث وليس الأقوال والمورثات الشعبية عنها، ويتضمن ذلك معرفة ما يلى:
- التوصيف العلمى لهذه العادة؟
- الوظائف الطبيعية التى خلقت من أجلها هذه الأعضاء فى جسد الأنثى؟
- الآثار الصحية والنفسية المترتبة على ممارسة هذه العادة سواء على الفتاة الصغيرة أو المرأة الناضجة؟
- الأسباب الاجتماعية لهذه العادة، أى ما هى دوافع الأسرة المصرية لختان بناتها؟
ثانياً: الرأى الفقهى المبنى على الفهم والتفسير الدقيق لهذه العادة علمياً واجتماعياً:
ومن ثم تطبيق الحكم الشرعى المأخوذ من المصادر الأصلية المتفق عليها وهى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والإجماع بشروطه المقررة فى علم أصول الفقه والقياس المستوفى لشروط الصحة، على نحم ما بيناً آنفاً.
ثالثاً: الفهم العلمى لعادة ختان الإناث:
1- التوصيف العلمى لختان الإناث هو: القطع أو الاستئصال الجزئى أو الكلى للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى.
والتوصيف العلمى للممارسة ختان الإناث يخالف التوصيف الشائع لدى ممارسى هذه العادة الذى يصور الختان على أنه قطع لزوائد أو فضلة من الأعضاء التناسلية للأنثى. ومصطلح الزائدة أو الفضلة يعطى معنى أنها ليست لها فوائد بل على العكس قد يكون لها أضرار. بينما التوصيف العلمى أنه قطع لأعضاء. والعضو مصطلح علمى يطلق على كل مجموعة من الأنسجة تتغذى بالأوردة الدموية والأعصاب ولها وظائف حيوية لازمة وضرورية لجسد الإنسان.
2- الوظائف الطبيعية التى خلقت من أجلها هذه الأعضاء : والقول هنا هو ما يقوله الأطباء، وحاصله أن وظائف هذه الأعضاء هى:
- حماية باقى أعضاء الفرج.
- تفرز إفرازات طبيعية لتسهيل عملية الجماع، وتزيد من إحساس كل من الرجل والمرأة بمتعة الصلة الحميمة بينهما.
- تجعل تحقق الإشباع الجنسى للمرأة. وهو مطلوب شرعاً وإنسانياً. أكثر سهولة.
- تساعد على توجيه تيار البول إلى الخارج بعيداً عن الجسد، وبذلك تحافظ على نظافة هذه الأعضاء.
3- الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية المترتبة على قطع هذه الأعضاء:
نستطيع مما سبق أن نتعرف على الآثار الصحية والنفسية قصيرة المدى وطويلة المدى لختان الإناث، والتى أقرتها كل الكتب الطبية، والتى يمكننا أن نلخصها فى التالى:
على المستوى الصحى:
- حرمان المرأة جزئياً أو كلياً من الوظائف الطبيعية لهذه الأعضاء بحسب درجة ونوع القطع الذى يحدث من جراء الختان.
- تعرض الفتاة الصغيرة، والمرأة بعد ذلك، لكثير من المضاعفات والأخطار الصحية التى تعانى منها أو تصبح عرضة لها طوال حياتها.
على المستوى النفسى والاجتماعى:
- الختان تجربة مؤلمة بالنسبة لأية فتاة صغيرة، وله كثير من الأضرار النفسية مثل الخوف والاكتئاب وفقدان الثقة فى الوالدين وفى النفس أحياناً.
- كما أنه يرسخ فى ذهن الفتاة الصغيرة رسالة وصورة مقيتة عن ذاتها، إلا وهى أنها كائن غير عاقل ومنفلت لا يستطع احترام جسده والتحكم فى رغباته وسلوكه الجنسى بوازع من دينه وعقله وضميره، لذلك وجب إرغامه على ذلك ببتر أعضائه التناسلية وإيلامه حتى يستقيم. وبالتالى فأننا نربى بناتنا على تعاليم وقيم ضارة فردياً واجتماعياً. فضلا عن كون أساسها خاطئ أصلاً.
ساحة النقاش