كنت صغيرة ومش فاهمة اللى بيحصل حولىَّ، وكان عندى 11 سنة، يوم الخميس سمعت أمى بتقول لأبويا إحنا عايزين نطاهر البنت وأخوها الصغير فى يوم واحد، وتبقى الفرحة فرحتين، وفى يوم السبت جات الداية وفى إيديها شنطة فيها الموس والمشرط والقطن والمقص، حسيت برعب جوايا من المنظر ده، والرعب الأكتر من كدة إنى شفت تجربة أخويا قبلىَّ، لأن الدايه قالت لأبويا وأمى عملية الولد سهلة عن عملية البنت، وكان أخويا بيصرخ بين إيديهم، وبعد كدة أمى شالت أخويا على إيديها وحطوه على السرير وهو مغمى عليه، كنت برتعش من الخوف لأنى هاييجى علىَّ الدور، أمى قالت أنا مااستحملش منظر البنت، وخرجت وسابتنى لوحدى معاهم وراحت عند الجيران عشان ماتسمعش صراخى، لكن صراخى كان عالى جداً لدرجة إن الجيران كمان سمعوا صوتى، الداية إدتنى حقنة بنج وصبرتش لما أنام لإن أبويا قال لها طاهريها وخلصينى وحط فوطة على عينىَّ عشان مااشوفش الداية وهى بتقطع من جسمى، وكتم نفسى علشان صوتى العالى، ولما حطت الموس على جسمى حسيت كإنى باموت وصرخت من الألم رغم الفوطة اللى على بقى، وبعدها ربطت الجرح وحطت رباط لتمسك الجرح جيداً وحطونى فى السرير ورحت فى البنج ومافقتش إلا بعد العصر. كان الصعب هو أول مرة أدخل الحمام كنت بابكى من الوجع، أمى حطت لى طشت فيه ميه ودواء مطهر عشان الجرح يلم بسرعة، كانت صدمة علىَّ، ليه أبويا وأمى يعملوا فىَّ كدة؟ إزاى أمى اللى بتخاف علىَّ من الهوا الطاير؟، وإزاى ترضى لى بكل الآلام دى وكل العذاب ده؟
لكن الأصعب كمان لما كبرت حصلت لىَّ آلام كتيرة من العملية دى غير الإلتهابات وآلام الضهر، والأكثر صعوبة هى التشويه اللى حصل فىَّ ده بدل من التجميل اللى قالت عنه أمى، أنا دلوقتى باصرخ بأعلى صوتى لكل الأمهات سيبوا بناتكم تعيش بطبيعتها وما تضحكوش عليهم وتقولوا لهم بنخاف عليكوا وتضروهم بعادات ملهاش لازمة.
ساحة النقاش