البيئة:

هي مجموع ما يحيط بالإنسان ويؤثر فيه أو يتأثر به، والعوامل البيئة متعددة أهمها:

  • عوامل طبيعية فيزيائية: وتشمل الماء والهواء والمسكن ومكان العمل، ومنها التعرض للإشعاع الطبيعي أو الصناعي أو الطبي (تشخيصًا وعلاجًا).
  • عوامل كيميائية: وتشمل الغذاء والمفرغات والفضلات والأسمدة وفضلات صناعية والمبيدات الحشرية التي تستعمل في الزراعة وتصل إلى الماء، ومنها كذلك تلوث الهواء من السيارات والأبخرة من الفضلات ومن الأبخرة الصناعية والتدخين، وكذا المنظفات الكيمائية وغيرها من وسائل التنظيف المنزلية.
  • عوامل بيولوجية: وتشمل النبات والحيوان والجراثيم والفيروسات والطفيليات وناقلات العدوى من ذباب وناموس وحشرات أخرى، وكذلك مصادر العدوى من الحيوان ( مثل داء الكلب من الحيوانات المسعورة والتسمم من لدغة الأفعى والأمراض الطفيلية من لحم الخنزير)، كما أن التربة هي المصدر للعدوى بالدودة الشصية (الإنكلستوما) وبالكزاز (التتانوس) إذا تلوث الجرح بجراثيمه.
  • عوامل اجتماعية: وتشمل أحوال المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والعادات والتفاعلات بين الأفراد والجماعات والإعلام والتاريخ الحضاري.
  • عوامل ثقافية: وتشمل الدين والتقاليد والقيم في الأسرة والمدرسة والمجتمع. ومن أصعب الأمور للمراهقين والمراهقات أبناء السلك الدبلوماسي والدارسين بالخارج أن ينتقل بهم آباؤهم إلى بيئة مختلفة في الدين والعقائد والقيم ونظم الزواج والعلاقات. وكذلك المراهقون والمراهقات في الأقليات الإسلامية. وكل هؤلاء المراهقين والمراهقات يحتاجون إلى توجيه وتحصين وتوعية متجددة من قبل الآباء والأسرة والمجتمع الصغير والمراكز الإسلامية في تلك المناطق.
  • الكوارث الطبيعية: وهى عوامل خطيرة يتعرض لها الإنسان، مثل: العواصف والأعاصير والفيضانات والمجاعات والتصحر والهجرة القسرية والحريق والحوادث اليومية في الطريق والمنزل والمصنع.

البيئة والمرض:

من المهم معرفة الأمراض والأخطار التي قد يتعرض لها الفتيان والفتيات في بيئاتهم أو بيئات أخرى، وأهم ما في ذلك عدة ألوان من الأمراض المعدية.

الأمراض المعدية:
وهى أمراض يمكن أن تنقل إلى الشخص السليم بواسطة أحد الطرق الآتية:

  1. عن طريق الرذاذ الذي يتطاير من الفم والأنف لشخص مصاب عند العطس أو السعال أو البصق، وتنتقل بذلك أمراض الجهاز التنفسي مثل السل والالتهاب الرئوي والنزلة الوافدة (الأنفلونزا) والسعال الديكي والخناق (الدفتيريا) والحصبة والتهاب السحايا.
  2. عن طريق ملامسة جسم المصاب أو إفرازه أو الأدوات التي يستعملها كما يحدث في أمراض العين والأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي كذلك تنتقل الدودة الشصية (الإنكلستوما) عن طريق ملامسة التربة الملوثة بأقدام عارية.
  3. عن طريق الطعام أو الشراب الملوث كما يحدث في أمراض الإسهال والكوليرا والحمى التيفية (التيفود) والالتهاب الكبدي الفيروسي والتسممات الغذائية والديدان المعوية.
  4. عن طريق الخوض أو السباحة أو الاستحمام في ماء يحتوي على الأدوار المعدية لطفيلي البلهارسيا كالترع والبرك الراكدة.
  5. عن طريق الحشرات: مثل الذباب (الإسهال والكوليرا والحمى التيفية)، والبعوض (الملاريا والحمى الصفراء وغيرها من الأمراض حسب نوع البعوضة)، والبرغوث (الطاعون)، والقمل (حمى التيفود والحمى الراجعة).
  6. عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل الزهري والسيلان والإيدز وغيرها.
  7. عن طريق الدم بسبب الحقن الملوثة، ولا سيما حقن المخدرات التي يمكن أن تنقل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي (cوb).
  8. عن طريق لحم الحيوانات المصابة أو لبنها ومشتقاته (الديدان الشريطية وداء البروسيلات) أو عن طريق عض الكلاب المسعورة (داء الكلب).

الوقاية:

يمكن اتقاء الأمراض المعدية بالوسائل التالية:

  1. النظافة والعادات الصحية وتجنب العدوى والتغذية الحسنة.
  2. تطهير المياه والتصريف الصحي للفضلات واستعمال المراحيض الصحية.
  3. المراقبة الصحية للأغذية والمشتغلين بها.
  4. غسل الخضراوات والفاكهة بالماء والصابون أو غير ذلك من المنظفات المناسبة.
  5. مكافحة الحشرات.
  6. التطعيم ضد الأمراض التي يمكن اتقاؤها بالتطعيم.
  7. تجنب الأمراض المنقولة جنسيًا بالتزام العفة.
  8. اجتناب تعاطي المخدرات.
  9. التعرف على الأعراض المبكرة للإمراض والعرض على الطبيب فى أسرع وقت ممكن.

ومن أهم أسباب الوفاة بين الفتيان والفتيات ، وكذلك التي تسبب العجز والإعاقة: الحوادث في الطريق والمنزل والصناعة. ويتم اتقاؤها بالتزام تعليمات السلامة.

البعد الإيماني في صحة البيئة:

يأمر الإسلام بالمحافظة على صحة البيئة وينهى عن إفسادها واستغلالها دون مبالاة بالموازين، وينهى بنوع خاص عن الفساد الذي يؤدى إلى هلاك الحيوان والنبات، ويشجع على الزراعة واستغلال الأراضي، وينهى عن تلويث البيئة بالفضلات والنفايات والأبخرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة من القرآن والسنة.

قال تعالى: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) [البقرة:60]، وقال سبحانه (ولا تبغ الفساد إن الله لا يحب المفسدين) [القصص: 77]، وقال عز وجل: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) [البقرة: 205].

ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اقتلاع الشجر السليم وأقام محميات بيئة عبارة عن مناطق معينة حرم فيها قلع الشجر أو قتل الحيوان؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن يقطع من شجر مكة شيء. رواه أبو داود عن سعد بن أبى وقاص، وقال (لا ينفر صيدها.. ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره) رواه أبو داود.

نهى الإسلام عن تلويث البيئة بالتبول والتبرز والنفايات وما إلى ذلك في أماكن يمكن أن تصبح مصدر عدوى للآخرين؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ : الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ ، وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ ، وَالظِّلَّ) رواه أبو داود عن معاذ بن جبل - وقال (لا يتبولن أحدكم في الماء الراكد ) رواه ابن ماجة عن أبى هريرة، وقال: (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) رواه أبو داود عن أبي ذر.

أحاديث نبوية في التربية البيئية:

  • روى الشيخان البخاري ومسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
  • وروي أن رجلا مر بأبي الدرداء رضي الله عنه، وهو يغرس جوزة (شجرة جوز) فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا في كذا وكذا عامًا؟ فقال: أبو الدرداء: ما عليَّ أن يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري؟!
  • روى الإمام أحمد في مسنده والبخاري في (الأدب المفرد) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها".
  • (إذ أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر، ورد السلام، وإماطة الأذى عن الطريق).
  • وكذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه)). لأن هذا العمل ينشرُ الأمراضَ الخبيثةَ بين أفرادِ الأمةِ، وكذلك نهانا عن البول في ظل شجرة مثمرة، والبول في قارعة الطريق، ولعن من يفعل ذلك، لأنه يضر بالناس ضرراً كبيراً، ومن باب أولى حرم علينا إلقاء النجاسات والقاذورات في الشارع أو في الأماكن القريبة من المساكن.
  • وأوصانا أن نحرص على الشجر حرصاً كبيراً فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسَها قبل أن تقوم الساعة فليفعل).
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا ضرر ولا ضرار).
  • يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) ( رواه مسلم في: كتاب [الإيمان]، باب (الإيمان شُعبُه وفضيلة الحياء)، حديث رقم (35).
  • منع الإسلام تلويث الماء الراكد أو الجاري حتى من قبل الأفراد، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبال في الماء الراكد (رواه مسلم كتاب [الطهارة]، باب (النهي عن البول في الماء الراكد). وعن جابر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الجاري (أخرجه الطبراني في الأوسط عن جابر [كنز العمال ج9/353] وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل (رواه الطبراني عن معاذ [كنز العمال ج9/365 ].
  • أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة العامة، وحَرَّمَ كُلّ ما يؤذي صحة الفرد؛ العقلية والجسمية والنفسية، فحرّم الخمر والمخدرات، وكُلّ الخبائث، ودعا إلى أكل الطيبات من الرزق، والاهتمام بالنظافة الجسدية، والعنصر الجمالي، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}( سورة الأعراف:[الآية:31].
  • عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته؛ فرأينا حُمَّرة معها فَرْخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها)) رواه أبو داود في سننه، كتاب [الجهاد]، رقم (2675) وفي كتاب [الأدب] رقم (5268).حُمَّرة: طائر صغير كالعصفور. تفرش: ترفرف بأجنحتها.
  • الإسراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور البيئة، لذلك وضع الإسلام قواعد تمنع أي هدر في أي مورد، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}(سورة الفرقان: [ الآية: 67 ].). وقال: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(سورة الأنعام: [ الآية: 141 ].)، وقال: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}(سورة الإسراء: [ الآية: 27 ].). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعدٍ وهو يتوضأ: ((ما هذا السرف يا سعد؟))، فقال أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((نعم، وإن كنت على نهر جار))( رواه الحاكم في الكنى، وابن عساكر، عن الزهري مرسلاً (كنز العمال ج9/327).
  • الزراعة من الموارد الأساسية التي تحمي بيئة الأرض، وقد أولاها الإسلام عناية متميزة، وجعل الاهتمام بها عبادة. فعن أنس رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً؛ فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة))(رواه البخاري في كتاب [الحرث والمزارعة]، باب (فضل الزرع والغرس) إذا أُكِلَ منه، حديث رقم (2320)، عن أنس، كما أخرجه مسلم في كتاب [المساقاة]، باب (فضل الغرس والزرع)، رقم (1552).

المصدر:

  • سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للأمومة والطفولة.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 379/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
126 تصويتات / 2100 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2008 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر