إعداد : محمد صالح علي

حاول النقاد العرب تقديم تصوُّر عن الشعر ومفهومه ولغته وأدائه. وقد ظهرت تلك المحاولة في تمييزه عن غيره من أجناس القول، فبرز الوزن والقافية بوصفهما مميزين أساسيين للشعر عن غيره من فنون القول، لذلك ترى أكثر تعريفاتهم :
إن الشعر : كلام موزون مُقَفَّى.

وأهم ما يميّز الشعر القديم حرصه على الوزن والقافية وعلى مجيء البيت من صدر (مقدمة) وعجز (مؤخرة).

لكن الناظر في كتبهم يلاحظ أن مفهومهم للشعر يتجاوز الوزن والقافية إلى جوانب أخرى، وذلك من خلال تعرفهم على الشعر في مقابلة الفنون الأخرى، فيصبح مثلها؛ مهمته إيجاد الأشكال الجميلة وإن اختلف عنها في الأداة.

ومن ثم ظهر الاهتمام بقضايا الشعر ولغته، فظهرت الكتب في ضبط أوزانه وقوافيه، كما ظهرت دراسات عن الأشكال البلاغية التي يعتمدها الشعراء في إبداع نصوصهم، مثل : الاستعارة والتشبيه والكناية وصنوف البديع.

وكما ظهرت كتب تقدم وصايا للشعراء تعينهم على إنتاج نصوصهم، وتُبَصِّرُهم بأدوات الشعر وطرق الاستحسان فيه، ظهرت كتب أخرى في نقد الشعر وتمييز جيده من رديئه.

كما اهتمت كتب أخرى بجمعه وتدوينه وتصنيفه في مجموعات حسب أغراضه وموضوعاته. وقد جعلوا الشعر حافلًا بوظيفتي الإمتاع والنفع، فهو يطرب ويشجي من جهة، ويربي ويهذب ويثبِّت القيم، ويدعو إلى الأخلاق الكريمة وينفر من أضدادها من جهة أخرى.

وتتراوح أغراض الشعر بين مديح وهجاء وفخر ورثاء وغزل ووصف واعتذار وتهنئة وتعزية، ثم أضيفت إلى ذلك موضوعات جديدة جاءت نتيجة تغير الحياة العربية مثل الزهد والمجون، بل تغيرت معالجة الموضوعات القديمة كما ظهر عند أبي نواس وغيره من شعراء العصر العباسي.

وعلى الرغم من هذا الحرص على شكل البيت الشعري، فإن تراث القصيدة العربية عرف من الأشكال ما سمي بالمسمَّطات والمخمَّسات والمربَّعات. كما عرفت الأندلس شكل الموشحة التي كانت خروجًا على نظام القصيدة في الأوزان والقوافي.

وفي العصر الحديث، عرف الشعر ألوانًا جديدة من الأشكال الشعرية، منها الشعر المُطلق أو المرسل الذي يتحرر من القافية الواحدة ويحتفظ بالإيقاع دون الوزن. وكذلك الشعر الحر، وهو الشعر الذي يلتزم وحدة التفعيلة دون البحر أي وحدة الإيقاع. وسُمّي بشعر التفعيلة. وأما اللون الذي لا يلتزم بوزن أو قافية فقد عرف بالشعر المنثور.

وكما اختلف الشكل حديثًا اختلف المضمون كذلك، وتحولت التجارب الشعرية الحديثة إلى الدلالات الاجتماعية والنفسية والرمزية التي تكامل فيها الشكل والمضمون معًا.

 كتب ومراجع:

  •  طبقات فحول الشعراء محمّد بن سلام
  •  جمهرة أشعار العرب القرشي
  •  تلخيص كتاب الشعر ابن رشد
  •  الأغاني أبو الفرج الأصفهاني
  •  الشعر والشعراء ابن قتيبة
  •  معجم الشعراء المرزباني
  •  اُصول الشعر العربي س.د.مرجليوت
  •  الشعر والشعراء طه وادي
  •  تاريخ الشعر العربي نجيب محمّد
  •  موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع شعبان صلاح
  •  الوافي في العروض والقوافي يحيى بن علي
  •  نوادر الشعراء حسن بن عبد الله
  •  ميزان الذهب في صناعة شعر العرب أحمد الهاشمي
  •  الممتع في صنعة الشعر عبد الكريم النهشلي
  •  مشاهير الشعراء والأدباء علي مهنا
  •  فنّ الشعر لأرسطو تحقيق عبد الرحمن بدوي
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 268/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
88 تصويتات / 2961 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2008 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر