المراهقة مرحلة مهمة في حياة كل إنسان؛ فهي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج؛ ومرحلة استعداد لمرحلة الرشد، وتكون في العشر سنوات الثانية من حياة الفرد، من سن الثالثة عشرة إلى التاسعة عشرة تقريبًا أو قبل ذلك بعام أو بعامين أو بعد ذلك بعام أو عامين، أي أنها تكون بين 11- 21 سنة.
وفيما يلي سنتعرف على أهم ملامح هذه المرحلة المهمة في حياة الإنسان.
• المراهقة المبكرة ( 12 - 13 - 14 سنة )
- البلوغ الجنسى
- النمو الجسمي
- النمو الحركي
- النمو العقلي
- النمو الانفعالي
- النمو الاجتماعي
- النمو الجنسي
• المراهقة الوسطى ( 15 - 16 - 17 سنة )
- النمو الجسمي
- االنمو الحركي
- النمو العقلي
- النمو الانفعالي
- النمو الاجتماعي
- النمو الجنسي
• المراهقة المتأخرة (18 - 19 - 20 - 21 سنة )
- النمو الجسمي
- النمو الحركي
- النمو العقلي
- النمو الانفعالي
- النمو الجنسي
مرحلة المراهقة
من السهل تحديد بداية المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها، ويرجع ذلك إلى أن بداية مرحلة المراهقة تتحدد بالبلوغ الجنسي، بينما تتحدد نهايتها بالوصول إلى النضج فى مظاهر النمو المختلفة.
مميزات مرحلة المراهقة:
من أهم مميزات مرحلة المراهقة ما يلي :
- النمو الواضح المستمر نحو النضج فى كافة مظاهر وجوانب الشخصية .
- التقدم نحو النضج الجسمي ( أقصى طول ) .
- التقدم نحو النضج الجنسي.
- التقدم نحو النضج العقلي حيث يتم تحقيق الفرد لذاته وذلك من خلال الخبرات والمواقف التي تظهر قدراته وتعرفه حدودها، فينجح ويفشل ويقدم نفسه وقيمه للآخرين.
- التقدم نحو النضج والاستقلال الانفعالي.
- التقدم نحو النضج الاجتماعي والتطبع الاجتماعي وتحمل المسئوليات وتكوين علاقات اجتماعية جديدة واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج.
- يتحمل مسئولية توجيه الذات وذلك بتعرف المراهق على قدراته وإمكانياته وتمكنه من التفكير واتخاذ القرارات بنفسه لنفسه.
- اتخاذ وجهة نظر فى الحياة ومواجهة نفسه والحياة فى الحاضر، والتخطيط للمستقبل .
المراهقة قديمًا وحديثًا:
فيما مضى كانت مرحلة المراهقة أقصر منها الآن، فلقد كانت الغالبية العظمى من الأطفال يقضون فترة التعليم حتى سن الثانية عشرة، ثم يذهبون مباشرة إلى دنيا العمل ويتزوجون فى أي سن بعد السادسة عشرة، وكان معظمهم يستطيع أن يعول نفسه ويصبح مستقلا من الثامنة عشرة.
أما فى الوقت الحاضر فقد امتدت فترة التعليم بحيث أصبح معظم الأفراد يقضون وقتًا أطول فى التعليم، وطالت فترة العزوبة وتأخر سن الزواج إلى ما بعد سن النضج الجنسي بكثير، وأصبح الفرد لا يستطيع أن يستقل عن أهله اقتصاديًا واجتماعيًا إلا بعد مدة أطول من ذي قبل، وهكذا أصبح الفرد يعيش فترة مراهقة أطول بالنسبة لكل الطبقات الاجتماعية.
و أثبت البحوث كذلك أن للمراهقة أشكالا وصورًا متعددة تختلف باختلاف الثقافات والظروف والعادات الاجتماعية والأدوار الاجتماعية التي يقوم بها المراهقون في مجتمعهم. وأكدت الدراسات العديدة أن المراهقين يختلفون فى إطار المجتمع الواحد بين ريفه وحضره وفى الطبقات الاجتماعية المختلفة . . . وهكذا .
و لنأخذ مثلا الفرق بين المراهق البدائي والمراهق المتحضر: فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه فى مجتمع الكبار الراشدين البالغين، وأن يكون مسئولا، خاصة وأن المهن والحِرَف فى مجتمعه البدائي من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه، ويستطيع أن يستقل. كذلك فإنه يستطيع أن يتزوج فى سن مبكرة لقلة نفقات الزواج في هذه المجتمعات، وبذلك يستطيع أن يشبع الدافع الجنسي بشكل طبيعي وبلا تأجيل.
أما المراهق المتحضر فإن مشاركته فى مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه، كذلك فإن سن الزواج يتأخر. وهكذا فان المراهق المتحضر لا يدخل دنيا الكبار بالسهولة التى يجدها المراهق البدائي .
وتدل البحوث العلمية على أن شخصية المراهقة تعتبر محصلة أو نتاجًا للتفاعل بين العوامل الوراثية والنمط الثقافي والمجال النفسي الذي يعيش فيه المراهق.
والمراهقة فترة حرجة تحتاج إلى وعي كبير، وإلى تعاون بين المراهق وبين من حوله؛ حتى تمر هذه المرحلة بسلام وهدوء؛ وذلك لأنها فترة عواصف نفسية وتوتر وشدة، وقد تسودها الأزمات النفسية والمعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق مع الآخرين.
ويشبه البعض حياة المراهق بحلم طويل فى ليل مظلم تتخلله أضواء ساطعة تخطف البصر أكثر مما تضيء الطريق، فيشعر المراهق بالضياع لفترة، وتنتهي هذه الفترة بأن يجد نفسه ويعرف طريقه عندما يصل إلى مرحلة النضج.
ويقول البعض إن المراهق يجرب كل إمكانياته وقدراته، ولكن بدون تخطيط محكم، فمثله كمثل عازف على بيانو يحاول وضع كل أصابعه على كل مفاتيح البيانو مما يجعل اللحن نشازًا أو أقرب إلى الضجيج منه إلى الموسيقى، وبالتدريج ومع النضج يبدأ فى اختبار النغمة الصحيحة والوضع الصحيح حتى يصل إلى إتقان عزف السيمفونيات.
فالمراهقة مرحلة البحث عن الذات وتحقيق الذات، مرحلة الحب، ومرحلة نمو الشخصية وصقلها، مرحلة اكتشاف القيم والمثل. كل هذا يصور لنا أن مرحلة المراهقة مرحلة فيها الكثير من النمو، وفى نفس الوقت فيها الكثير من التذبذب والاضطراب والمحاولة والخطأ.
لماذا المراهقة مرحلة حرجة؟
لاشك أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة فى حياة الفرد، ومن بين ما يظهر مرحلة المراهقة بهذه الصورة ما يلي :
- الصراعات النفسية : التى قد تطرأ على المراهق، فالمراهق الصغير يسعى لأن يكبر ويتحمل المسئولية ولكنه يحتاج لأن يظل طفلا ينعم بالأمن، وهو يسعى للاستقلال ولكنه مازال يحتاج إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين خاصة الوالدين والأسرة، وهو يسعى للحرية الشخصية ولكن المعايـير والقيم الاجتماعية تكبله أحيانًا.
- الضغوط الاجتماعية : (الخارجية) وهذه كثيرة على المراهق، فعليه أن يقف على قدميه وأن يفكر لنفسه ويختار ويقرر لنفسه وهو يريد تحقيق ذاته، ولكن عليه أن يتطابق تفكيره وسلوكه مع الأخلاق والآداب والمعايـير الاجتماعية.
- الاختيارات والقرارات : فعلى المراهق القيام بالاختيارات واتخاذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته، ومن هذه الاختيارات والقرارات ما يتعلق بالتعليم (مستواه ونوعه)، ومنها ما يتعلق بالمهنة ( نوعها والإعداد لها والدخول فيها والتوافق معها)، ومنها ما يتعلق بالزواج (الزواج أو الإضراب عن الزواج ، مواصفات شريك الحياة) .
- ظاهرة البطالة ( يوضع رابط ملف البطالة كيف نقهرها ): ويقصد بها الطالة الاقتصادية والاعتماد على الآخرين، ويقصد بها أيضًا البطالة الجنسية؛ فالمراهق مؤهل جنسيًا إلا أنه غير مسموح له أن يمارس الجنس إلا فى الحلال شرعًا وبعد أن يستطيع البَاءَة (القدرة والإنفاق)، وهذا قد لا يأتي إلا بعد فترة قد تطول.
ونستطيع أن نتصور المراهقة على أنها إحدى الحلقات فى دورة النمو النفسي تـتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر بدورها فى الحلقات التالية لها .
ونحن وان كنا نتحدث عن مرحلة المراهقة كنمو متكامل مع ما قبلها وما بعدها من مراحل النمو، فإن بعض الدارسين يقسمونها تقسيمًا اصطناعيًا بقصد الدراسة إلى مراحل فرعية تفصل منها ما يقابل المراحل التعليمية المتـتالية:
- مرحلة المراهقة المبكرة : سن 12 - 13 - 14، وتقابل المرحلة الإعدادية.
- مرحلة المراهقة الوسطى : سن 15 - 16 - 17، وتقابل المرحلة الثانوية.
- مرحلة المراهقة المتأخرة : سن 18 - 19 - 20 - 21، وتقابل المرحلة الجامعية.
وهكذا فان مرحلة المراهقة تنتهي في حوالي الحادية والعشرين من العمر، حين يصبح الفرد ناضجًا جسميًا وفسيولوجيًا وجنسيًا وعقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا.
وتعود أهمية دراسة مرحلة المراهقة إلى أنها مرحلة دقيقة فاصلة من الناحية الاجتماعية إذ يتعلم فيها الناشئون تحمل المسئوليات الاجتماعية وواجباتهم كمواطنين فى المجتمع. كما أنهم يكوِّنون أفكارهم عن الزواج والحياة الأسرية، وبالزواج يكتمل جزء كبير من دورة النمو النفسي حيث ينشأ منزل جديد وتتكون أسرة جديدة، ومن ثم يولد الطفل، وبالتالي تبدأ دورة جديدة لحياة شخص آخر تسير من المهد إلى الطفولة إلى المراهقة إلى الرشد وهكذا تستمر الدورة فى الوجود ويستمر الإنسان فى الحياة.
ساحة النقاش