محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة في مصر، ولد عام 1769 في مدينة (قَـوَلة) الساحلية في جنوب مقدونيا لعائلة ألبانية، وقدم إلى مصر مع الفرقة الألبانية التي أرسلها السلطان العثماني.
أول من بني مصر الحديثة، تمكَّن من النهوض بالصناعة المصرية، ونقلها من مرحلة الضعف إلى أن أصبحت قوية. حكم مصر فى الفترة بين عامي "1805-1848".
فترة الولاية والتغيير
شهدت مصر خلال فترة ولاية محمد على باشا العديد من التغييرات التى كانت سببًا رئيسيًا، فى النهوض بالدولة ونقلها من أخطر مراحل الفوضى إلى أقوى مراحل التغيير.
حيث قضى على المماليك فى مذبحة القلعة الشهيرة، إذ كانوا مراكز قوى ومصادر للمشاكل والفتن السياسية، وسببًا فى انتشار الفوضى داخل مصر، وقضي أيضًا علي الإنجليز في معركة رشيد، وجعل شباب مصر يستعدون لدخول المعارك الحربية بتكوين جيش نظامي قوى، وأسس بالفعل أول مدرسة حربية في أسوان.
تصدى للحجازيين والنجديين وضمهما لحكمه عام 1818، واتجه لمحاربة السودانيين عام 1820 والقضاء على بقايا المماليك بالنوبة.
إنجازات يشهد لها تاريخ محمد على:
بعد أن تخلص من مصادر المشكلات السياسية، اتجه تفكير محمد على لبناء دولة عصرية كدول أوربا، وبالفعل استعان بخبراء فرنسيين لإقامة هذه الدولة وأيقن محمد على أن هذا التطور الذي يرغب في إنشائه لابد وأن تتوافر له كافة الإمكانيات، وأولها الثقافة والتعليم، وبالفعل بدأ فى إرسال بعثات للخارج للتعليم في إيطاليا لدراسة العلوم العسكرية، وطرق بناء السفن، والطباعة، وأتبعها ببعثات لفرنسا، كان أشهرها بعثة 1826 التي تميز فيها المفكر والأديب رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دوره الكبير في النهوض بالتعليم المصري .
اتجه محمد على بعد القضاء على المماليك، في ربط القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة تصنيعية وزراعية موسعة، وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية والزراعية، وتعقب المتهربين من الضرائب.
بناء القناطر الخيرية
بدأ محمد على فى بناء مصانع للنسيج ومعاصر للزيوت ومصانع الحصير، وبني القناطر الخيرية، وأدخل في مصر زراعات جديدة كانت فى حاجة إليها؛ مثل قصب السكر، والأصناف طويلة التيلة من القطن والتي جلبها من سيلان والتي كان قطنها فى هذا الوقت هو الأشهر، والذي كان يتم تصديره إلى إنجلترا.
تعتبر قناطر محمد على أعجوبة فنية وأثرية فهي سد من النوع المفتوح وقد بدأ التفكير فيه ليكون الري سنويًا عن طريق حجز المياه أمام القناطر، لتأخذه الريَّاحَات ( التوفيقي - المنوفي - البحيري) وتوصيلها إلى جميع أراضى الدلتا، وقد تم وضع حجر الأساس فى أبريل 1843، وقد تم افتتاح القناطر في 30 أغسطس 1868 وقد بنيت القناطر عند قمة الدلتا على مساحة 22 كم من القاهرة، وعند تفرع النيل لفرعي دمياط ورشيد.
وفاته
عزله أبناؤه في سبتمبر عام 1848 لكبر سنه، وتوفي بالإسكندرية في أغسطس 1849 ودفن بجامعه بالقلعة بالقاهرة.
ساحة النقاش