بقلم: إيناس عقاب
هذه قصة حقيقية وقعت لأحد جيراني يومًا ما، ولم أتخيل على الإطلاق أن تحدث له، وحضرتني تلك القصة أثناء كتابة هذا الموضوع لأنها محاكاة حقيقية لتعامل الشباب الآن.
كان لي جار دائمًا ما يعلو صوته ويزعجني كثيرًا أثناء تشاجره مع أهله، هو شاب وصغير السن ولكنه يفتقر لآداب التعامل مع الآخرين، فهو لا يلقى السلام حتى وإن تقابلنا وجهًا لوجه، وأيضًا حتى لو قابل جيرانه كبار السن يحملون أشياء لا يقوم بحمل تلك الأشياء عنهم يسير كأنه لا يعرف أحدًا وكأنه في عالم آخر، لا يعطي اهتمامًا حتى لو دق جرس الباب يترك أحد والديه يقوم بفتحه ولا يذهب لعمل ذلك بنفسه، يوميا على الإنترنت يتحدث ويتصفح صفحات الانترنت، يضع السماعات في أذنه ويستمع إلى الأغاني ولا يبالى ما يحيط به.
وذات يوم وأنا أتذكر هذا اليوم بكل أحداثه حتى الآن، توفيت والدته في حادث بشع كان سببًا في تغيير مجرى حياته.
اعتاد هذا الشاب الذهاب إلى الكلية والرجوع منها للجلوس على شبكة الإنترنت، وإذا طلبت من والدته إحضار أي شيء يتشاجر ويقول "ما أنا لسه جاي ما قولتيش ليه؟ هافضل نازل طالع؟ استنى شوية"، المهم أن الأم يصعب عليها أن ترهق ولدها وتنزل لشراء الطلبات بمفردها، ونزلت الأم ونسيت تماما أنها أشعلت أنبوب البوتاجاز وعادت تقول لابنها "أنا نزلت جبت الحاجة خليك مستريح وهاعمل الغدا" والقلب والعاطفة هما ما يدفعاها لعمل كل ذلك ودخلت الأم إلى مصيرها وصديقنا الشاب الجميل يضع السماعات في أذنيه ولا يسمع أي شيء وبمجرد أن أشعلت أمه البوتاجاز انفجرت في وجهها ألسنة النار، وصديقنا العزيز يستمع للأغاني وأمه تتلوى من ألسنة اللهب وتنادي عليه ولكن دون جدوى، ولم يلاحظ الشاب كل ما حدث إلا حينما دق هاتفه المحمول، حينها انتبه لوجود رائحة دخان غريب داخل الشقة فهم مسرعًا ليجد والدته بين الحياة والموت نقلها إلى المستشفى، ولكن قدر الله لتفارق الأم الحياة.
كان حادثًا مؤلمًا، دفع الشاب للتفكير في أشياء كثيرة أولها تعامله مع الآخرين، وكيف كان يعامل أمه حينما تطلب منه أي شيء.
ساحة النقاش