ولكن يجب أولاً تجهيز ما يعرف بـ لوحة تسلسل المشاهد؛ وهي تعد بديلاً لسيناريو الفيلم السينمائي، ولكنها تشبه شريطاً ضخماً للرسوم مكوناً من رسوم تخطيطية تصور المشاهد المتتالية للقصة، مطبوع عليها جمل الحوار الخاصة بكل مشهد.
بعد موافقة المخرج وبقية الفنيين على محتويات لوحة المشاهد، يتم تسجيل الموسيقى التصويرية، بتتبع لوحة تسلسل المشاهد بدقة حتى يتوافق الإيقاع الموسيقي ولقطات التسلسل الحركي للفيلم. وثمة طريقة أخرى يلجأ إليها صانعو الأفلام عن طريق استعمال شريط العرض، وهو شريط للرسوم يتم به تحديد عدد الإطارات الفيلمية التي تستنفدها كل كلمة في الحوار المسجل.
الطرق المختلفة لتنفيذ فيلم الرسوم المتحركة:
- 1- الرسوم المتحركة من أوراق السيلولوز:
وهي أكثر الطرق انتشارًا لتجهيز أفلام الرسوم المتحركة، ويمكن أن يتطلب إنتاج فيلم طويل من أفلام الرسوم المتحركة آلاف الرسومات المنفصلة، وقد يستغرق إتمامه مدة ثلاث سنوات. وقد تم تنفيذ فيلم بيضاء الثلج والأقزام السبعة (1937م)، وفيلم بينوكيو (1940م) بهذه الطريقة، وبالإضافة إلى ذلك يتم بهذه الطريقة تجهيز أغلب أفلام الرسوم المتحركة الخاصة ببرامج الأطفال التليفزيونية.
يقوم فنان تبويب المشاهد بتحديد الكيفية التي تتحرك بها الشخصيات ومظهرها العام، بالإضافة إلى تقطيع السرد الفيلمي إلى مشاهد منفصلة، ثم تجهيز رسومات إرشادية لمجموعتين من الفنانين، هم: رسامي الخلفيات ورسامي التحريك.
فيقوم رسامو الخلفيات برسم المناظر الثابتة التي تشكل كل العناصر اللازمة باستثناء الشخصيات، بينما يتولى رسامو التحريك تنفيذ اللوحات الخاصة بالشخصيات وفق المتطلبات الحركية للحوار بناء على شريط العرض.
مثال: في حالة قيام إحدى الشخصيات بالرد على الهاتف مثلاً، بقوله: نعم، يتضح من الرجوع إلى شريط العرض أن هذه الكلمة تستغرق ثمانية إطارات من الشريط الفيلمي. وهكذا يصبح لزامًا على رسامي التحريك تنفيذ حركة الشفاه في تسلسل من ثماني لوحات تحاكي شكل الفم عند نطق الكلمة، إضافة إلى كل الحركات المصاحبة التي تأتي بها الشخصية التي يتم رسمها.
بعد إتمام مرحلة تجهيز الرسومات على ورق السيلولوز، تقوم مجموعة أخرى من الرسامين بنسخ الرسومات على لوحات من الورق الشفاف الذي يعرف باسم (سيلز)؛ وهو مشتق من مادة السيلولوز، يقوم قسم التلوين بعد ذلك بطلاء اللوحات المنسوخة على وجهها الخلفي بالألوان المطلوبة.
ويتولى الفنيون بعد ذلك تجميع وتصنيف اللوحات في مشاهد، ويتم في قسم التصوير تصوير لوحات التحريك إطارًا تلو إطار فوق لوحات المناظر الخلفية. وبعد انتهاء التصوير يتم تسجيل الصوت على الشريط، وتركيبه على اللوحات المناسبة له، ويعقب ذلك طبع النسخ استعدادًا للعرض.
- 2- التحريك بالتدبيس: عملية تستخدم فيها لوحة بيضاء كبيرة بها ما يزيد على مليون ثقب صغير، يقوم فنيو التحريك بملئها بدبابيس بلا رؤوس. وبعد ذلك يسلطون عليها إضاءة جانبية ترمي ظلالاً تكوِّن منها الأشكال المستخدمة رسومًا متحركة. ويقوم الفنيون كذلك بتغيير الدبابيس وتبديلها لتغيير هذه الأشكال وتنويعها.
- 3- التحريك بالحاسوب: يُستخدَم فيه الحاسوب للتلوين والتظليل وتحريك الأشكال التي يقوم برسمها فنانون على لوحة للعرض. وهي طريقة أسرع من الرسم باليد، إذ بمقدور الحاسوب إنجاز رسومات بالغة الدقة والتفاصيل. ويستخدم التحريك بالحاسوب في إعلانات التليفزيون والأفلام التعليمية وأيضًَا في الأفلام الروائية.
ساحة النقاش