إن العالم يواجه اليوم الكثير من التحديات التي تتداخل مع بعضها البعض في كثير من الأحيان، فضلا عن الأزمات التي تنطوي بدورها على تحديات مالية، وأمنية، وبيئية، واقتصاديه، واجتماعية أيضا وكلها تعوق إحراز الغايات الإنمائية المتفق عليها دوليا. لهذا فالاستثمار في الشباب وإنشاء شراكات مع الشباب من أجل مواجهة هذه التحديات هو ما يضمن عنصر الاستدامة.
ومن هذا المنطلق اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2009، قراراً يعلن عام 2010 عاما للشباب تجسيدا للأهمية التي يوليها المجتمع الدولي لإدراج القضايا المتعلقة بالشباب ضمن جداول العمل الإنمائية على كل من المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. وفي إطار موضوع الحوار والفهم المتبادل، تستهدف السنة الدولية نشر المُثُل العليا للسلام، واحترام حقوق الإنسان، وروح التضامن عبر الأجيال والثقافات والأديان والحضارات.
أهداف السنة الدولية للشباب:
يهدف نهج منظومة الأمم المتحدة للسنة الدولية للشباب: الحوار والتفاهم المتبادل (من 12 أغسطس 2010 إلى 11 أغسطس 2011) إلى توفير إطار عمل حاسم للجهود الجماعية المبذولة خلال السنة. ويركز منهج المنظومة للسنة الدولية على المجالات الرئيسية الثلاثية المبينة أدناه. وفي كل مجال من هذه المجالات، تعد الشراكة التعاونية مع الشباب أمراً أساسياً.
وسيضع التقدم المحرز خلال هذه السنة - في كل مجال من هذه المجالات - الأساس للمزيد من العمل في تنمية الشباب، بما في ذلك تنفيذ برنامج العمل العالمي للشباب وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وتتلخص المحاور الأساسية التي سيعمل عليها برنامج السنة الدولية للشباب، في الثلاث نقاط التالية:
1. خلق الوعي (زيادة الالتزام والاستثمار في الشباب)
- الدعوة إلى الاعتراف بمساهمات الشباب في التنمية الوطنية والمحلية وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية
- تعزيز فهم الفوارق بين الشباب وكيفية التصدي بفعالية لاحتياجات الفئات الأكثر حرماناً.
- تبني البحوث وبناء المعرفة في ما يتعلق بالشباب لتحسين الإبلاغ بالسياسات والبرامج الشبابية.
2. التعبئة والانخراط (زيادة المشاركة والشراكات الشبابية)
- إضفاء الطابع المؤسسي على آليات المشاركة الشبابية في عملية صنع القرار
- دعم المنظمات التي يقودها الشباب والمبادرات الرامية إلى تحسين مساهماتهم في المجتمع
- تعزيز الشبكات والشراكات بين الحكومات، والمنظمات التي يقودها الشباب، والأوساط الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، ووسائط الإعلام، ومنظومة الأمم المتحدة من أجل تعزيز الالتزام والدعم للتنمية الشبابية الشاملة
3. الاتصال وبناء الجسور ( زيادة التفاهم بين الثقافات في أوساط الشباب)
- تعزيز التفاعلات والشبكات والشراكات الشبابية بين الثقافات
- تمكين الشباب ودعمهم كعامل للاندماج والسلام الاجتماعيين
- تعرِّف الأمم المتحدة الشباب بأنهم هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة. واليوم يمثِّل الشباب نسبة 18 في المائة من مجموع سكان العالم أو ما يصل إلى 1.2 بليون نسمة. ويعيش 87 في المائة من الشباب في البلدان النامية، حيث يواجهون التحدّيات الناجمة عن محدودية الحصول على الموارد أو على سُبل الرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب، وفرص العمل، والفرص الاقتصادية.
إن الشباب في جميع البلدان يمثّلون مورداً بشرياً رئيسياً للتنمية ولتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي وتفعيل الابتكار التكنولوجي. إن مُثُلهم العليا وما يتمتعون به من طاقة ورؤية، أمور لا غنى عنها لمواصلة مسيرة التنمية في مجتمعاتهم.
إن الشباب ليسوا مجرد عناصر سلبية مستفيدة بل إنهم يجسّدون عناصر بالغة الفعالية لحدوث التغيير؛ فالشباب بحكم أنهم مخلصون ومتحمّسون ومبتكرون ما برحوا يسهمون في مسيرة التنمية من خلال التصدّي لأشد قضايا المجتمعات تحدّياً.
وكم أسهمت جهود الشباب في مكافحة الفقر والجوع في مجتمعاتهم المحلية، وفي استئصال فيروس الإيدز من خلال تثقيف النظراء وتصدُّر مسيرة حماية البيئة. كما كان الشباب رائداً في تشجيع الحوار والتفاهم والاحترام فيما بين الشعوب التي تنتمي إلى خلفيّات ثقافية ودينية مختلفة.
وكثيراً ما يتسلّم الشباب زمام القيادة من خلال القدوة، ومن ذلك مثلاً ما يتم باتباع أساليب حياة خضراء لصيانة البيئة والحفاظ على الصحة ودعم الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيات الجديدة مستخدمين في ذلك الوسائل المتحركة والشبكات الاجتماعية التي تتواصل بشكل مباشر مع بعضها البعض والعمل على تقليل الثغرات تعزيزاً للتنمية في المجتمعات الشاملة، كما أن مساهماتهم في التنمية المجتمعية والوطنية والإقليمية والعالمية لا بد وأن ننظر إليها بعين التقدير والتشجيع.
ساحة النقاش