تشارك مصر السبت 27 مارس 2010 في الدعوة العالمية رقم 40 للاحتفال بيوم الأرض، حيث قررت أجهزة الدولة إطفاء الأنوار لعدد من المعالم الأثرية المصرية -الاهرامات، أبو الهول، معبد الكرنك، معبد أبو سمبل، معبد فيلة- لمدة ساعتين متواصلتين ابتداء من الساعة الثامنة والنصف مساء، وذلك بهدف ترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة.
وقد بدأ الاحتفال بيوم الأرض منذ عام 1969 على يد الناشط " جون مكونيل" وهو احتفال يستهدف نشر الوعي والاهتمام ببيئة كوكب الأرض، وعادة يحتفل بهذا اليوم في ربيع النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وخريف النصف الجنوبي الذي يحل في ذات الوقت.
وفي السياق عينه، ينبغي التمييز بين «يوم الارض» و «يوم البيئة العالمي» على رغم أنهما يبدوان كمظهرين للمعنى نفسه.
حيث أُقِرّ يوم البيئة في 5 يوليو عام 1972 خلال مؤتمر استوكهولم حول البيئة الانسانية، وجعلت له الأمم المتحدة برنامجاً ومضامين متعددة. ولكنه لم يكن يوماً للكوكب الأزرق نفسه..
هذا اليوم اتفقت عليه معظم دول العالم، لينظروا في مشاكل الكرة الأرضية، وليبرزوا قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم، حيث "يتضامن فيه سكان الأرض خلال ساعة واحدة، تطفأ فيها الأضواء في أماكن كثيرة كالمنازل والشوارع والمؤسسات الحكومية والخاصة، والميادين للحفاظ على البيئة وتوفير الطاقة وزيادة وعي الناس بمخاطر تلوث الجو خاصة بمليارات الأطنان من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان ومركبات الكربون والفلور والكلور".
"وعلى العالم أن يتذكر في هذا اليوم وفي كل يوم أن جليد القطبين يزداد ذوباناً عاماً بعد عام لارتفاع حرارة الأرض، منذراً العالم بكوارث طبيعية تتهدد الحياة على هذا الكوكب الذي يدمره أهله بأنفسهم ، وتأتي هذه الساعة للتقليل من خطر الانبعاثات الغازية"، "ويؤدي تراكم هذه الغازات إلى تشكيل ما يُسمى بظاهرة "الاحتباس الحراري" أو "البيت الزجاجي" أو "الصوبة" أو "الدفيئة" لأنها تسمح بدخول الأشعة الضوئية إلى الأرض ، وتمنع ارتداد "الأشعة دون الحمراء" إلى الجو ، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض ، وذوبان الجليد القطبي ، وتعديل مستويات المياه في البحار ، والجفاف، والتصحر".
فعاليات يوم الأرض:
ترافق «يوم الارض» غالباً حملات تثقيفية واحتفالات كرنفالية وفنية وموسيقية وغنائية واستنفارات في صفوف المنظمات الاهلية والشبابية والطالبية. وكذلك تُرصد أموال ضحمة لنشر الوعي البيئي وتعميم ثقافة النظافة والجمال والاخضرار في الاوساط الشعبية، إضافة إلى توجيه رسائل تحذير للحكومات لإهتمام بتلوث الارض وتسمم الفضاء بالغازات المنبعثة من المحروقات ومن الفضلات الحيوانية والبشرية وغيرها.
وكذلك تعمد منظمة "الأونيسكو" إلى تنظيم سلسلة من برامج التوعية في هذه المناسبة كعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تتخللها عروض لافلام وثائقية ودعوات تحض المواطنين والبلديات على غرس المزيد من الاشجار على جوانب الطرقات والشوارع الرئيسية وفي الحدائق العامة والبيوت، وتسيير حملات النظافة في المدن والقرى، والاستغناء عن استعمال السيارات واستبدال الدراجات الهوائية بها او السير على الاقدام، والاقتصاد في استخدام الطاقة والماء والمنتجات الورقية والبلاستيكية القابلة لإعادة التصنيع، وتزيين مداخل المنازل بالنباتات والازهار، وحض المتطوعين من أنصار البيئة على تنظيف مجاري الانهار وشواطئ البحار، والتنويه بهذه الأعمال في مختلف الوسائل الاعلامية والالكترونية. وتشدّد الاونيسكو أيضاً على إدخال التربية البيئية في صلب المناهج التعلمية.
دور الأفراد في يوم الأرض:
لقد مرّ قرابة 4 عقود على ولادة «يوم الارض» الذي تطور من حركة احتجاج محلية إلى احتفالية عالمية بالبيئة وإلى التزام وطني وحضاري بمضامينه الانسانية والاقتصادية والانمائية. واستطاعت هذه السنوات مراكمة وعي بيئي من خلال منظمات أهلية ودولية ومؤتمرات عالمية. وفي المقابل، لم تؤد هذه المناسبة إلى ولادة "المواطن البيئي" كما لم يرسخ الوعي العام إلى حدود مساءلة الحكومات ومحاسبة الضالعين في تدمير البيئة وتشويهها. ويعني ذلك أيضاً أن المواطن لم يبلغ مرحلة النضوج البيئي.
إن مراعاة الفرد المحافظة على صحة البيئة من خلال ممارساته اليومية تشكل اعترافاً منه بأحقية كثيرين آخرين يشاركونه الحياة على هذا الكوكب . كما أن إتباعه نهجاً حياتياً تكون من أولوياته الحفاظ على البيئة ، قد يهم في التخفيف من الأضرار التي ارتبطت بالعديد من الأنشطة البشرية التي أثقلت كاهل الأرض بمخاطرها .
ساحة النقاش