يعني مفهوم الأمن الغذائي إنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي، أما الأمن الغذائي النسبي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كلياً أو جزئياً.
والتمتع بالأمن الغذائي يعني الحصول في جميع الأوقات على الأغذية التي نحتاجها لممارسة حياة ملؤها النشاط والصحة.
وعلى مستوى أبسط يعرف الأمن الغذائي بأنه حصول جميع الناس في جميع الأوقات على ما يكفيهم من غذاء ملائم من الناحية التغذوية ، وملائم من ناحية (الجودة والكمية والتنوع) لممارسة حياة ملؤها النشاط والصحة.
الأسباب الرئيسية لافتقاد الأمن الغذائي:
يعتبر الفقر والظلم الاجتماعي ونقص التعليم هو أبرز الأسباب الرئيسية للجوع وسوء التغذية، والعقبات الرئيسية أمام الحصول على الأمن الغذائي.
وعلى الرغم من أن إمدادات الأغذية العالمية قد زادت، فإن سكان العالم مازالوا يزدادون بوتيرة سريعة، ولمواكبة هذا الأمر، لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي للجميع من خلال زيادة الأغذية فقط، ولكن يجب أيضاً ضمان ضبط نسب الزيادة السكانية.
ومن هنا فلا يمكن ضمان الأمن الغذائي من خلال إنتاج المزيد من الأغذية فقط، فإذا لم يستطع الناس، مثلاً شراء الأغذية المتوافرة، وإذا كانت وجباتهم تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، أو إذا كان التداول سيء من خلال التصنيع والتوزيع، يؤدي ذلك بالتالي إلى أن يصبح تناول أغذيتهم غير آمن، ولن يتمتعوا بالأمن الغذائي.
ولكى تحقق الأسر الأمن الغذائي، لابد أن تمتلك الوسائل والأمن والأمان لإنتاج أو شراء الأغذية التى تحتاجها وأن يكون لديها الوقت والمعارف لضمان تلبية الاحتياجات التغذوية لجميع أفراد الأسرة طوال العام.
أما تحقيق الأمن الغذائى القطرى فيتطلب من كل بلد أن يكون قادرا على إنتاج أو استيراد الأغذية التي يحتاجها وأن يكون قادراً على تخزينها وتوزيعها وضمان الحصول عليها بصورة منصفة.
ويعتمد تحقيق الأمن الغذائي على ثلاثة بنود رئيسية:
1- توافر الأغذية: ويعنى هذا البند ضرورة إنتاج كميات كافية من الأغذية السليمة والجيدة النوعية أو استيرادها على المستويين القطري والمحلى.
2- فرص الحصول على الغذاء : توافر فرص الحصول على الأغذية يعنى ضرورة أن توزع الأغذية وتتوافر محلياً وأن تكون في متناول يد جميع الناس.
3- استخدامات الأغذية: وتتمثل في ضرورة استخدام الأغذية بأفضل طريقة ممكنة لكي يتمتع كل فرد بالصحة والتغذية الجيدة (أي ما يكفى من حيث الكمية والنوعية والتنوع حسب احتياجات كل فرد).
التغيرات المناخية وعلاقتها بالأمن الغذائي:
ومن ناحية أخرى فقد ثبت أن التغيرات المناخية قد تؤثر سلباً على الأمن الغذائي للفقراء والمصابين بسوء التغذية والمعتمدين على الإنتاج المحلي للأغذية.
فقد أفادت التقارير الواردة من المنظمة الدولية للأغذية والزراعة (الفاو) بأن للتغيرات المناخية دور في قضية الأمن الغذائي العالمي، حيث ثبت أن التغيرات في أنماط تساقط الأمطار قد تؤثر على المحاصيل، وخصوصاً محصول الأرز مثلاً، في العديد من البلدان في العالم، وخاصة الدول النامية التي تعاني من عوامل انتشار الفقر وسرعة النمو السكاني والنقص الحاد في المياه، وبالتالي فإن تزايد مستوى انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يؤدي إلى نزاعات حول الموارد، سواء كانت زراعية أو غذائية، بالإضافة إلى حدوث العديد من الاضطرابات الاجتماعية.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يموت أكثر من 25.000 شخص بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به يومياً في جميع أنحاء العالم، منهم طفل واحد كل خمس ثوان.
من هذا المنطلق فعلى صناع القرار أن يهيؤا الظروف التي يمكن في ظلها لجميع الناس ضمان الغذاء الذي يحتاجونه والتمتع بالتغذية الجيدة بطريقة كريمة ومستدامة.
ساحة النقاش