تحت تصنيف الأوصياء هذه الشخصية الثانية التي نتحدث عنها. وهي شخصية المشرف أو الحارس صاحب هذه الشخصية يتميز بالصفات التالية:
- إنبساطي في تعامله مع الناس.
- يعتمد على حواسه الخمس لتلقي المعلومات.
- يستخدم عقله في إتخاذ قراراته.
- وصارم في أداء عمله.
نظرة شاملة على صفات هذه الشخصية:
المشرف حالته الرئيسية هي خارجية ومن خلالها يتعامل مع العالم الخارجي بشكل منطقي وعقلاني. أما الحالة الثانوية فهي داخلية حيث يتلقي ويستوعب الأشياء بعد أن يختبرها بإستخدام حواسه الخمس.
يعيش المشرف في عالم من الحقائق الملموسة، وهو يعيش في الوقت الحاضر ولا يغفله ذلك عن إختبار محيطه بشكل دائم ومستمر ليتأكد من أن كل شيء يسير بشكل سلس ومنتظم. يقدر الحارس العادات والتقاليد والأنظمة، ولديه معايير خاصة ومعتقدات. وكذلك يتوقع ممن هم حوله -أن يكون لديهم معايير ومعتقدات خاصة بهم-، وهو قليل الصبر ولا يستطيع فهم من يعيش بدون معتقد أو معايير. أيضاً المشرف يحترم الكفاءة والقدرة على الأداء، ويريد أن يرى نتائج سريعة لما يبذله من جهد.
المشرف يمكن القول عنه أنه من أفضل الشخصيات لتحمل المسؤولية. فهو لديه نظرة واضحة عن الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور، ولذلك فهو غالباً ما يتقدم ليأخذ بزمام الأمور ويديرها. المشرف أيضاً واثق من نفسه وعدواني في بعض الحالات. ويملك المشرف قدرات عالية على وضع نظم وخطط للعمل، ولديه نظرة ثاقبة من خلالها يتعرف على الخطوات اللازمة لإتمام العمل. في بعض الحالات يكون المشرف متطلب ودقيق للغاية، ذلك لأن المشرف يملك معايير ومعتقدات ويؤمن بها بشدة، وقد يعبر المشرف عن نفسه بصراحة قد تجرح الطرف الآخر أن شعر المشرف أن الطرف الآخر لا يعمل وفقاً للمعايير التي يضعها المشرف. ولكن هذا التعبير والنقد قد يؤخذ بأنه نصيحة صريحة كون المشرف صريح وصادق.
الحارس يعرف عنه أنه مثال للمواطن الصالح، وأحد أهم دواعم المجتمع. فهو يأخذ إلتزاماته بمحمل الجد، ويتبع معاييره، معايير المواطن الصالح، بشكل كامل. وأيضاً هو يحب الإستمتاع بوقته والتفاعل مع الناس من حوله. وأكثر ما يستمع به المشرف ويتحمس للعمل والتفاعل معه، الأنشطة الإجتماعية خصوصاً تلك التي تكون عن الأسرة، المجتمع، أو محيط العمل.
المشرف يجب أن يحذر من ميله للصرامة وإهتمامه بالتفاصيل الدقيقة. وكونه يقدر ويحترم كثيراً قيمه والمعايير التي يضعها لنفسه، يجب أن لا يغفل عن آراء ومعتقدات الناس من حوله. ولو أهمل جانب العاطفة ولم يأخذ إعتباراً لمشاعر الناس، قد يجد مشكلة في الوفاء بإحتياجات المقربين منه عاطفياً، وربما قام بتطبيق المنطق والعقل في حاله كانت تستدعي بعضاً من الدعم العاطفي للطرف الآخر.
عندما يقع المشرف تحت الضغط، يشعر بأنه معزول من الناس. وقد يشعر بأنه قد تمت إساءة فهمه، لم يعطى الإهتمام المطلوب، وأن مجهوداته لم تقدر. وعلى الرغم من أن المشرف يملك قدرات لغوية ولفظية جيدة، إلا أنه تحت الضغوط قد يجد المشرف مشكلة في التعبير عن مشاعره ووضعها في كلمات ليستوعبها الآخرون.
يقدر المشرف الأمان والنظام الإجتماعي، وسيفعل كل مافي يده لتعزيز ودعم هذه الأهداف. سواء أكان ذلك على مستوى الإهتمام بنظافة بيته والشارع أمامه، المشاركة في الجميعات الخيرية، أو المشاركة بالتصويت في الإنتخابات والصدح بآراءه لمن حوله.
يضع المشرف الكثير من الجهد فيما يفعله ويعمل عليه. وسيقوم بكل ما يعتقد أنه واجب عليه في أسرته، عمله، أو مجتمعه. والمشرف شخصية مثابرة، عملية، واقعية، ويمكن الإعتماد عليها. حينما يعمل المشرف على عملية يرى أهميتها وحاجته أو حاجة المجتمع لها، فإنه سيخلص العمل عليها وسيبذل كل ما في وسعه لإتمامها. قد يتجاهل أو لا يعمل بجد على الأجزاء التي لا يرى المشرف علاقتها بالعملية الرئيسية، ولكن بمجرد أن يرى أو يلاحظ الرابط فإنه سيهتم بتلك الجزئيات التي تجاهلها سابقاً.
نقاط القوة لهذه الشخصية:
- حماسي، متفائل، وودود.
- مستقر ويمكن الإعتماد عليه، كما يمكن الإعتماد عليه لتوفير الحماية والأمن لأسرته.
- يضع الكثير من الجهد لإنجاز واجباته وإلتزاماته.
- يمكن الإعتماد عليه لأداء المهام والواجبات المنزلية اليومية.
- لديه قدرة جيدة في التعامل مع المال، قد يرى البعض أنها بخل أو تحفظ.
- لا يشعره النقد أو الخلاف بالتهديد.
- يفضل أن يحل الخلافات والمشاكل على أن يتجاهلها.
- يأخذ إلتزماته بحمل الجد، ويسعى للحصول على علاقات تستمر لوقت طويل جداً.
- قادر على فرض الإنضباط عند الضرورة.
نقاط الضعف:
- يميل لأن يعتقد بأنه دائماً على حق.
- يميل دائماً لأن يتولى مسؤلية الإدارة.
- قليل الصبر مع عدم الكفاءة والإهمال.
- عادة لا يكون في تناغم مع مشاعر الناس من حوله.
- عادة لا يكون قادراً على التعبير عن مشاعر وعواطفه.
- قد يتسبب بغير قصد بجرح مشاعر الأخرين بما يقوله.
- يميل لأن يكون مادياً.
- بشكل عام لا يتعامل بشكل جيد مع التغيير، وقد يشعر بغير الراحة عند الإنتقال لمكان جديد.
الشخصية كزوج/زوجة:
عندما يقترن المشرف بعقد الزواج فإنه يأخذ جميع واجبات وحقوق الطرف الآخر بمحمل الجد، وسيبذل كل طاقته ليقوم ويوفي هذه الحقوق. وأهم ما سيلتزم به المشرف هو بحثه عن الإستقرار والأمن لأسرته، وأن هذا الرابط سيكون لمدى العمر ولا يمكن تغييره. سيرى زوج المشرف، أنه دخل في عقد الزواج مع شخصية يمكن الإعتماد عليها وجادة، وهذه العلاقة تقوم على التقاليد والأمن والإستقرار. والمشرف شخصية نشيطة، ولن يلاحظ أن المشرف قد تعب مهما كثرت الواجبات والمهمات التي يعمل عليها.
يشعر المشرف أنه دائماً على حق، وأن الطرف الآخر لو إستمع للمشرف بشكل جيد فإنه سيقتنع بوجهة نظره. هذه الثقة بالنفس، قد تساعد المشرف في مجالات عدة في حياته، ولكن، في العلاقة الزوجية قد يشعر الطرف الآخر أنه لا يشارك وأنه آراءه لا يؤخذ بها. هذا خطأ قد يقع فيه الكثير من المشرفين، لذلك يجب على المشرف أن يعلم أن هناك ما قد يقدمه الأخرون، وقد يكون ما يقدموه يستحق الإستماع، خصوصاً في العلاقة الزوجية.
بشكل طبيعي، المشرف هو الوصي والحامي. وهو يستمع بتوفير الحماية والدعم لأسرهم، وغالباً ما يكون جيداً في عمل ذلك. سيقدر زوج المشرف ذلك، ولكنه قد يستاء من ميل المشرف للتحكم والسيطرة والتي تعتبر جزء من أجزاء توفير الحماية لمن يحبهم المشرف. فالمشرف قد يوجه زوجه لكيفية التصرف في حالة ما أو كيفية إتخاذ القرار، هذه النوع من التحكم والتوجية قد لا يعجب الطرف الآخر.
وعلى العكس من ذلك، المشرف سيوافق ويؤكد على تصرف الزوج إن كان ذلك التصرف أعجب المشرف أو جعله سعيداً. والمشرف يمكن أخذ مدحه وإطراءه كما هو، فالمشرف طبيعته تجعله صريح وصادق فيما يقوله من إطراءات وكلمات الإعجاب.
المشرف بطبيعته إجتماعي ويحب تمضية الوقت لتطوير العلاقات الإجتماعية، سواء كان ذلك على مستوى الاسرة، العمل، أو الحي الذي يعيش في المشرف. ولذلك فهو قد يحفز زوجه على أن يفعل المثل.
تركيبة شخصية المشرف لا تجعله في تناغم مع مشاعر الأخرين، وقد يكون غافلاً لحد كبير عنها. قد يتسبب ذلك في مشاكل مع زوجه الذي قد يشعر بأنه لا يتلقى الإهتمام المطلوب من المشرف أو قد يصدر من المشرف كلام يجرحه. إن تمت الإشارة لها بأسلوب وبطريقة جيدة فإن المشرف سيعمل على مراعاة شعور زوجه، لكن إن لم يتم إعلام المشرف عنها بشكل واضح فإن شيئاً لن يتغير.
يسعد المشرف بتأدية واجباته الزوجية، ويحب أن يشعر بأنه مقدر لذلك. ولا شيء يفضله المشرف كتعبير عن ذلك من الإمتنان والشكر.
على الرغم من أن أي علاقة بين أشخاص من التصنيفات ال16 قد تكون ناجحة، إلا أن الشريك أو الزوج الطبيعي للمشرف هو: الحٍرَفي (ISTP) أو المعماري (INTP).
الشخصية كوالد/والده:
يأخذ الحارس مسؤولية الأبوة والأمومة محمل الجد، ويستمتع بالواجبات الملقاة عليه. ويرى المشرف واجب الأبوة كحالة طبيعية، ويرحب بالفرصة التي أتيحت له ليربي أطفاله ليصبحوا مسؤوليين ومستقلين ذاتياً.
يعتقد المشرف أن الأباء يجب أن يكون دائماً أباء وأن الأبناء يجب أن يبقوا دائماً أبناء. لذلك قد يكون هناك حاجز بين المشرف وأبناءه. ويتوقع المشرف أن يعامله الأبناء بقدر من الإحترام والتقدير، ولن يتسامح المشرف أن خرج الأبناء عن تلك القاعدة الرئيسية.
المشرف قليل الصبر مع قلة الكفاءة والفوضى. ويكره رؤية الأخطاء تتكرر. ولذلك سيواجه المشرف بعض المشاكل مع الأبناء الذين يحملون طبيعة حدسية في تلقى المعلومات أو الأبناء ذوي الطبيعة المتساهلة في أداء الواجبات. والمشرف إنسان عملي، ولا يفهم أو يرى قيمة لخيال أبناءه. وهو سيكون قليل الصبر أيضاً مع إنعدام النظام والترتيب في العمل، أو الأبناء ذوي الطبيعة المتساهلة. قلة الصبر هذه مع الأبناء ذوي الطبيعة الشخصية المختلفة عن المشرف قد تتسبب في الخلافات، وقد تؤدي للمشرف لأن يعبر عن غضبه بطريقة قد تحط من قدره عند أبناءه. لذلك ينبغي على المشرف أن يتذكر ذلك، وأن الطريقة التي يعمل بها المشرف قد لا تعني بالضرورة أنها الطريقة الوحيدة التي تتم بها الأمور.
ومهما كانت الخلافات التي تنشب بين المشرف وأبناءه، المشرف يرى أن أبنه يظل إبنه مهما صدر منه. وذلك لأن المشرف يرى واجب الأبوة كواجب يحمله المشرف مهما حصل.
أبناء المشرف سيتذكرون المشرف على أنه يمكن الوثوق به، يمكن الإعتماد عليه، صارم، تقليدي، وأنه كان دائماً على أتم الإستعداد للتضحية بكل ما في يديه لصالح أبناءه.
الشخصية كصديق:
على الرغم من أن المشرف يضع أهله وأسرته قبل أصدقاءه، إلا أنه يستمتع ويقدر علاقة الصداقة والزمالة. يستمتع المشرف بقضاء الوقت مع أصدقاءه خصوصاً أولئك الذين يشاركون المشرف نفس الأهداف والمصالح. أيضاً يختار المشرف أن يقضي وقته الحر في ممارسة هواية أو رياضة مع بعض أصدقاءه. وبشكل عام يفضل المشرف أن يكون أصدقاءه من عائلته أو من ذات المنظمة أو الشركة التي يعمل فيها المشرف.
عادة ما يكون المشرف مدركاً للمراكز والمناصب الإجتماعية، فهو يحترم من حقق نجاحاً في المجتمع. وعلى الرغم من أن المشرف لديه معايير للتصرف ويعرف ما هو مناسب القيام به في حالة ما، إلا أنه قد يكون أقل تحكماً إن كان في رفقة أناس من مراكز أعلى في المجتمع.
المشرف لا يتمتع بطولة البال مع الناس التافهين (الذين يعيشون بلا هدف) أو الغير تقليديين. وعلى العكس من ذلك، قد لا يُحترم المشرف من قبل الناس ذوي الشخصية التي تعيش اللحظة (أو الحسيين المتساهلين)، فهم يرونه على أنه تقليدي لحد كبير ولا يحبون صرامته. المشرف سيفضل أن يكون مع مشرفين آخرين، أو مع أناس من أية شخصية إن شاركوه ذات الميول والإهتمامات.
يميل المشرف لأن يكون متحمساً، فطن، وبارع. يحب الإستماع للنكت الجيده، وإعادة قولها. يحبه أصدقاءه لأنه يمكن الإعتماد عليه، متفائل، وسهولة دخوله في شتى الإهتمامات.
المشرف بشكل عام عنيد بخصوص وجهات نظره، ويحب الظهور وأن يكون هو المسؤول. ويمكن أن تخف هذه الحده عندما يكون المشرف مع مشرفيين أخرين يحترمهم. عندما يكون المشرف مع أشخاص من شخصيات أخرى، فإن الحدة تزيد وتجعل المشرف صريح وجارح، لدرجة تجعله بغير قصد يتدخل في أمور غيره ويجرح شعورهم.
الشخصية في العمل:
الصفات الرئيسية للحارس في مكان العمل:
- قائد بطبيعته، يحب أن يكون مسؤولاً.
- يقدر الإستقرار والتقاليد.
- وفي.
- مجتهد ويمكن الإعتماد عليه.
- رياضي وصحي.
- لديه مجموعة واضحه من المبادئ والمعتقدات التي يؤمن ويعمل وفقاً لها.
- قليل الصبر مع انعدام القدرة أو الكفاءة.
- قدرة عالية على التنظيم.
- يستمتع بوضع النظام والترتيب.
- دقيق جداً.
- يتابع العمل على المشروع من البداية إلى النهاية.
- صريح وصادق.
- بطبيعته مدفوع لأداء واجباته.
الأعمال التي تناسب الشخصية:
- قائد عسكري.
- مدير شركة أو أعمال.
- شرطي أو محقق.
- قاضي.
- مسؤول مالي.
- مدرس.
- ممثل مبيعات.
تطوير النفس:
لتطوير نفسك لو كان تصنيفك الحارس:
- تعرف على ماهو مهم لك. حدد أهدافك وما تريد تحقيقه في حياتك، تعرف على الأسباب التي تدعوك لهذا الإنجاز. وأجعل هذا الإنجاز دائماً نصب عينك.
- تعرف على نقاط ضعفك، قوي نفسك ولا تختبئ خلفها.
- حاول أن تكون متوازناً في علاقاتك العامة، علاقاتك الأسرية، وفي عملك.
المصدر:
- مدونة أبو هارون
- مترجم من صفحة الشخصيات
ساحة النقاش