التساؤل  :  ختان الإناث عادة قديمة. وممارسته شائعة فى مصر منذ زمن بعيد. لماذا الآن؟ (إشمعنى دلوقتى؟) زادت بشـكل كبير جهود مكافحة ختان الإناث؟ هل حقاً بدأت هذه الجهود من بعد المؤتمر الدولى للسـكان والتنمية الذى عقد بالقاهرة فى سبتمبر 1994؟

الرد   :

إن التشويه الجنسى للإناث (ختان الإناث) قضية مثيرة للجدل اليوم، وقد احتلت هذه القضية مكاناً هاماً من اهتمامات المؤتمر الدولى للسكان والتنمية (ICPD) المنعقد فى القاهرة عام 1994، وتولد قدر كبير من الوعى إزاء هذه الممارسة، وبدأت تتبلور جهود عدة جهات حكومية وأهلية لمكافحة هذه العادة على نطاق واسع. 

واجهت هذه الجهود مقاومة أيضاً من أطراف عديدة لها مصالح عدة فى استمرار ممارسة هذه العادة، وكان هناك دائماً سؤال ملح، كثيراً ما يثار حول جهود القضاء على التشويه الجنسى للإناث، هذا السؤال هو: لماذا الآن؟ (إشمعنى دلوقت؟!).

ويتردد هذا السؤال فى جلسات التوعية للرجال والنساء حيث يربط الجمهور المستهدف بين الجهود الحالية لمكافحة ختان الإناث ومؤتمر القاهرة للسكان والتنمية، بل أكثر من ذلك بعض هؤلاء يربط هذه الجهود بضغوط خارجية وغربية.

ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فإن هذه الجهود ليست وليدة اليوم أو المؤتمر الدولى للسكان والتنمية (القاهرة 1994)، ولكنها تعود إلى زمن بعيد، وهى رحلة بدأت قبل مؤتمر السكان بعقود كثيرة.

وفيما يلى (بشكل موجز) أهم هذه الجهود والإنجازات التاريخية فى سبيل القضاء على ممارسة ختان الإناث:

  •     فى 28 ديسمبر 1928: أعلن الجراح المصرى العالمى أ.د. "على باشا إبراهيم" فى مؤتمر عقد بالقاهرة أنه لم يتعلم ختان الإناث ولا يعلمه لطلابه وينصح بعدم إجرائه، وأن كل معلوماته عنه أتت من حالات البنات اللاتى يتم استدعائه لإنقاذهن من عواقب الختان، وهذا دليل على أن ختان البنات لم يكن جزءاً من ممارسة الطب فى مصر.
  •     فى الثلاثينيات: كتب المفكر "سلامة موسى" مقالاً تناول فيه ختان الإناث كمشكلة اجتماعية، وذلك فى كتابه "مقالات ممنوعة". 
  •     عام 1951: نشرت مجلة الدكتور ملحقاً عن ختان الإناث وزعته مع عدد شهر مايو 1951م.
  •     عام 1958: نشرت مجلة "حواء" عدداً من المقالات عن مضار ختان الإناث، كما أجابت على رسائل القراء بالنصح بعدم إجرائه، لقد اتسمت الحملة التى قادتها مجلة حواء ضد ختان الإناث بقيادة الصحفية الرائدة أمنية السعيد جرأة وصراحة فى رفض ممارسة الختان.
  •     عام 1959: أصدر وزير الصحة القرار رقم 74 فى يونيو 1959 بحظر إجراء ختان الإناث فى وحدات ومستشفيات وزارة الصحة.
  •     عام 1966: كتب الراحل الدكتور"صموئيل حبيب" مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مقالاً فى كتابه "أفكار" ينبه فيه المجتمع المصرى لأضرار ختان الإناث ويحذر فيه الدايات من الممارسات المختلفة الضارة بصحة المرأة.
  •     عام 1979: عام الطفل العالمى: قامت الأستاذة "مارى أسعد" بعمل أول دراسة ميدانية عن ختان الإناث فى مصر، وقدمتها لى الاجتماع الذى عقدته منظمة الصحة العالمية بالخرطوم، عن الممارسات الضارة بصحة النساء فى فبراير 1979.
  •     أكتوبر 1979: نظمت جمعية تنظيم الأسرة بالقاهرة برئاسة الأستاذة عزيزة حسين ندوة رائدة عن "التشويه البدنى لصغار الإناث"، تناولت القضية من جوانبها المختلفة.
  •     عام 1981: قادت جمعية تنظيم الأسرة بالقاهرة حملة ضد ختان الإناث شارك فيها خبراء من مختلف التخصصات.
  •     عام 1985: صارت جمعية تنظيم الأسرة بالقاهرة عضواً مؤسساً فى اللجنة الإفريقية للقضاء على الممارسات التقليدية الضارة بالصحة، ومركز هذه اللجنة أديس أبابا.
  •     عام 1992: تشكيل اللجنة القومية للقضاء على عادة ختان الإناث، وهى اللجنة التى انبثقت عنها "الجمعية المصرية للوقاية من الممارسات الضارة بصحة المرأة والطفل".
  •     عام 1994: عقد المؤتمر الدولى للسكان والتنمية (ICPD) بالقاهرة، فى سبتمبر 1994، وتكوين قوة العمل المناهضة لختان الإناث.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 405/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
135 تصويتات / 3683 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر