إعداد: د. عبد الرحيم عمران - د. غادة الحافظ

عندما يبلغ الفتى الحُلُم قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية وملاءة الفراش مبللة بمادة لزجة مبيضة اللون كاللبن الحليب أو مصفرة، هذه المادة هي المَنِى الذي يخرج من القضيب (عضو الذكورة) أثناء الجماع أو الاحتلام الليلي، ويتساءل الفتى عما يجري داخل جسمه إذا كان لم يسبق لوالده تبصيره بهذا الأمر من قبل.

ويتكون الجهاز التناسلي للذكر من التالي:
الخصيتان، وهما الغدتان الجنسيتان اللتان تنتجان نِطَاف الذكر (الحيوانات المنوية)، وهما غدتان بيضاويتان تتدليان خارج الجسم داخل كيس جلدي يقال له الصَّفَن، وهما تفرزان الهرمون الجنسي الذكري المسمى بالتستستيرون. وعند البلوغ تبدآن في إنتاج نطاف الذكر مدى الحياة مادام الشخص صحيحًا، وتتمثل كل نطفة ذكرية أو حيوان في خلية بالغة الصغر ذات رأس وذيل, وهى المسئولة في الذكر عن عملية التوالد باختراق بيضة الأنثى أو البويضة، ويطلق على عملية التحام النطفة اسم الإخصاب، ويحدث ذلك بعد رحلة النطاف الذكرية والبويضات إلى بوقي الأنثى، وهكذا تنتقل النطفة من الخصيتين عبر الحويصلات المنوية ثم الأسهر (الوعاء الناقل للنطف)، وهو أنبوب طويل يبدأ داخل الخصية (واحد في كل جانب)، ثم يدور حول المثانة إلى البروستاتة، وهى غدة واقعة عند قاعدة المثانة تضيف إلى النطف الذكرية سائلا لبنى القوام يحتوى على مغذيات لهذه النطاف. وبعد هذه الإضافة يتحول السائل المحتوي على النطاف إلى سائل يقال له المني، (وتضاف إليه سوائل أخرى من قبل غدد صغيرة أخرى). ويصب المنى القادم من الأسهر في الإحليل أو مجرى البول (القادم من المثانة)، وهذا الإحليل يتابع مسيرته عبر القضيب (عضو الذكورة) محاطًا بأوردة غزيرة على شكل نسيج إسفنجي قابل للتمدد والتوسع ، ثم ينفتح (الإحليل) على خارج الجسم.

وعندما يثار الذكر جنسيًا (أثناء فعل جنسي أو تفكير جنسي أو حلم جنسي)، يتدفق مزيد من الدم إلى النسيج الإسفنجي للقضيب مسببًا تضخمه وصلابته وهو ما يعرف بالانتصاب أو الانتعاظ. وعند بلوغه قمة الإثارة تدفع الانقباضات العضلية بالمنى إلى الخارج في تدفقات متوالية وهذا ما يعرف بالدفق.

ومن الجدير بالملاحظة أن الإحليل جزء من الجهاز البولي - فهو الذي يوصل البول من المثانة عبر القضيب إلى الخارج، وتعرف هذه العملية باسم التبول - فضلا عن كونه جزءًا من الجهاز التناسلي في الذكر، نظرًا لأنه يحمل المني من الأسهر والبروستاتة إلى الخارج، وأثناء الجماع تحدث في البروستاتة بعض الانقباضات التي تحول دون مرور البول من المثانة إلى الإحليل بحيث لا يمتزج المني الذي يمر عبر الإحليل بالبول.

ولا تخرج النطف الذكرية إلا في حالة الإثارة، وإلا فإنها تظل مخزونة في المستودع الأنبوبي الشكل الذي يقع بين الخصية وبين الأسهر ويسمى البربخ.
وواضح مما سبق أنه متى وصل جسم الفتى إلى طور البلوغ وبدأ في دفق المنى فإنه يصبح قادرًا على إحداث الحمل في الأنثى. ويمكن أن يؤدي وصول قطرة ضئيلة من المنى إلى مهبل الأنثى إلى الحمل إذا كانت الأنثى قد بدأت الإباضة والحيض، وهو ما يمكن أن يحدث بين التاسعة والثامنة عشرة ، وينتج عن الدفق المنظم حوالي ملء معلقة صغيرة تحتوى على الملايين والملايين من النطف الذكرية، وتكفى نطفة ذكرية واحدة - أو قل: حيوان منوي واحد - لإخصاب البويضة - وهى النطفة الأنثوية_ وحدوث الحمل.

 المصدر :

  • سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للأمومة والطفولة.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 379/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
124 تصويتات / 4456 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر