هو مصطلح سياسي يعني استبعاد ورفض الحرب كوسيلة لتسوية الخلافات بين الدول، ويشجع على العمل على حل المشكلات بالطرق السلمية؛ كالحوار والمفاوضات.
إن التعايش هو الوجود المشترك لجماعتين متناقضتين في محيط واحد. ولكن التعايش قد يكون سلميًا وقد لا يكون سلميًا؛ فالتعايش السلمي معناه أن تعيش الجماعتان جنبًا إلى جنب، دون أن تعتدي إحداهما على الأخرى.
إن عالمنا مملوء بالجماعات والفئات المتناقضة والمتصارعة.. فكيف يمكن تحقيق التعايش السلمي بين مثل هذه الفئات؟
الفئات الموجودة والمتعايشة في عالمنا تسمى أنظمة أو دولا، وهذه الدول أو الأنظمة المختلفة إما أن تتعايش سلميًا وإما أن تتعايش بصورة غير سلمية.
ولكن الأنظمة التي وُجدت على الكرة الأرضية منذ نشأة المجتمع الإنساني على الأرض حتى اليوم أنظمة تعايشت تعايشًا غير سلمي؛ إذ إن الحكومات القائمة في العالم لها مصالح مختلفة وتريد كلٌّ منها الاستيلاء على مصالح البلدان القريبة منها أو البعيدة عنها. حدث ذلك حتى حين كانت المجتمعات البشرية عبارة عن مجموعات صغيرة من الصيادين.
وبالرجوع إلى المعنى اللغوي لكلمة التعايش نجد أن معنى تعايشوا: أي عاشوا على الألفة والمودّة، ومنه التعايش السلمي، وعَايَشَه: عاش معه. والعيش معناه الحياة، وما تكون به الحياة من المطعم والمشرب والدخل.
فالتعايش، بهذا الفهم الموضوعيّ لطبيعته ولرسالته، هو اتفاقُ الطرفين على تنظيم وسائل العيش - أي الحياة - فيما بينهما وفق قاعدة يحدِّدانها معًا بالاتفاق، وتمهيد السبل المؤدّية إليه، إذ أن هناك فارقاً بين أن يعيش الإنسان مع نفسه، وأن يتعايش مع غيره، ففي الحالة الأخيرة يقرِّر المرء أن يدخل في عملية تَبَادُلِيَّةٍ مع طرف ثانٍ، أو مع أطراف أخرى، تقوم على التوافق حول مصالح، أو أهداف، أو ضرورات مشتركة.
المصدر:
- إبراهيم بن حبيب الكروان السعدي - بتصرف
المراجع:
- المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، طبعة دار الفكر.
- محمد رشيد رضا "الوحي المحمدي"، مكتبة القاهرة، الطبعة السادسة 1960م، والعنوان الكامل لهذا الكتاب: (الوحي المحمدي.. ثبوت النبوة بالقرآن ودعوة شعوب المدنية إلى الإسلام دين الأخوة والإنسانية والسلام).
- د.حسان حتحوت "رسالة إلى العقل العربي المسلم"، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الأولى 1998م.
- محمد قطب "حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية"، دار الشروق، الطبعة الأولى 1998م.
ساحة النقاش