قال الله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 80].
إن من يتأمل معنى هذه الآية الكريمة يكتشف أنها قد تضمنت سرًا توصل إليه العلماء حديثًا.
والسر يوجد في المادة الخضراء، تلك المادة السحرية، والتي بدونها لا يستطيع النبات العيش، ولا النمو، ويكون عاجزًا عن إنتاج الثمار أو تكوين الأخشاب؛ لأن الخلايا الخضراء تحتوي علي العشرات من البلاستيدات الخضراء، وهذه البلاستيدات الخضراء تحتوي على ملايين من المركب المعروف باسم الكلوروفيل، وبفضل هذا الكلوروفيل، تقوم البلاستيدات الخضراء بأهم عملية، وهي عملية التمثل الضوئي؛ حيث تمتص أشعة الشمس وتحولها من طاقة ضوئية إلي طاقة كيميائية، ثم تقوم هذه الطاقة الكيميائية بربط جزيئات الماء الممتص من الأرض بجزيئات ثاني أكسيد الكربون المنتشر بكثرة في الهواء. وبهذه الطريقة يتم تكوين جزيئات السكر الأحادية في النباتات، ثم تخزن هذه الجزيئات في صور شتى، إما على هيئة سكريات كقصب السكر والبنجر، أو على هيئة نشويات كدرنات البطاطس، أو تتراص بجوار بعضها في الجذع أو الفروع بعد أن تتراكم بعضها فوق البعض، وهكذا لا يستطيع النبات أن يكوِّن ثمارًا أو أخشابًا بدون المادة الخضراء.
وإذ مات الشجر ودفن في باطن الأرض، فبعد آلاف السنين يتحول إلى الفحم الذي يستخدمه الإنسان كوقود. ولولا هذه المادة الخضراء، ما استطاع النبات أن يعيش، ولا أن يكوِّن أخشابًا وفروعًا، يشعلها الإنسان.
ساحة النقاش