كيف نختار شريك الحياة؟
سؤال صعب.. وقرار أصعب؛ فاختيار الزوج أو الزوجة ليس بالأمر الهين ..
فنحن فعلا نختار شريك حياة بأكملها، وهناك جوانب متعددة لأسس هذا الاختيار.
يجب أن يكون الاختيار مبنيًا على التجانس والتآلف، ويجب أن نضع في اعتبارنا رأي الأم والأب فقد تكون لهما رؤية أكثر إدراكًا .. لما لهما من خبرات في الحياة، كما أنهما أحرص الناس على مصلحة أبنائهما وبناتهما.
كذلك فمراعاة التجانس الاجتماعي والثقافي، ووجود التوافق الأسري لأهل العريس أو العروسة من العوامل الهامة التي تحقق الاستقرار الأسري، وبهذا التجانس نستطيع تجاوز ما يحدث في كثير من حالات الزواج؛ من بعض المواقف المتضاربة. ومن أهم العوامل التي يجب أن نراعيها في الاختيار تمسك العريس أو العروسة بالقيم الدينية فهو من أهم ما يؤثر على سلوكيات الشباب بعد الزواج.
ومن عوامل الاختيار المهمة أيضًا مراعاة الفرق في السن بين الزوج والزوجة؛ فصحيح أن هناك العديد من الزيجات الناجحة التي يكون فيها عمر الزوجة أكبر من عمر الزوج أو أن يكون الزوج أكبر بسنين طويلة من الزوجة، ولكن جرى العرف في مجتمعنا الشرقي أن يكون الزوج أكبر من الزوجة بسنوات قليلة.
وأسوأ طريق الاختيار هو ما يكون قائمًا على أغراض مادية أو نفعية، فسرعان ما تنقضي هذه الحاجة ويصبح الارتباط ضعيفًا والعلاقة واهية.
السن المناسب للزواج:
الزواج شركة بين طرفين لكل منهما دور ومسئوليات، لذا يجب أن يكون كلا من الطرفين على درجة من النضج النفسي والجسماني حتى يتمكنا من القيام بدورهما بكفاءة.
فالزوج عادة هو الذي يعول الأسرة في مجتمعنا، وله دور كبير في تربية الأولاد ورعايتهم، فمن البديهي إذن أن لا يكون عمره أقل من 21 عامًا؛ حتى يتمكن من تحمل أعباء الزواج النفسية والمادية. وينطبق نفس الشيء على الزوجة؛ فلكي تستطيع تحمل أعباء الزواج وتربية الأطفال يجب أن لا تقل سنها عن عشرين عامًا، خاصة إذا علمنا أن أنسب سن لحدوث الحمل بالنسبة للزوجة هو مابين عشرين وخمسة وثلاثين عامًا.
كما أنه في هذه السن يكون كل من الزوجين قد حصل على قدر كاف من التعليم.
زواج الأقارب:
المقصود بالأقارب هنا أولاد وبنات العم والعمة والخال والخالة، والتزاوج بين الأقارب من هذه الدرجة قد يؤدي إلى احتمالات ظهور أمراض وراثية قد لا تظهر إذا تم الزواج بشخص بعيد عن العائلة، فبعض الأمراض الوراثية قد لا تظهر إلا إذا كانت منقولة من كلا الأبوين، ولكن لو كانت منقولة من أحد الأبوين فقط، فلا يصاب الطفل بها .. وإنما يكون حاملا لها فقط .. فإذا تم زواج هذا الابن من شخص آخر لا يحمل هذه الصفة الوراثية لا تظهر أعراض المرض على أطفاله، أما لو تزوج من شخص آخر سليم ولكن كان يحمل نفس الصفة المرضية يصاب أطفالهما بالمرض.
ومن أمثلة هذه الأمراض:
فقر الدم المنجلي ومرض السكر وضمور العضلات وتشوهات المخ أو القلب أو التخلف الذهني (العقلي) .. وغير ذلك. ومن هنا يجب عدم زواج الأقارب إذا كان هناك أي فرد من العائلة مصابًا بأحد هذه الأمراض.
نصائح طبـية للمقبلين على الزواج:
هناك الكثير من الأمور التى تستدعي المشورة الطبية عند الاستعداد للزواج .. وهو الإجراء الذي يطلق عليه أحيانًا (فحص ما قبل الزواج) أو (فحص الراغبين في الزواج).
وأول هذه الأمور:
هو الإجابة عن كل ما يدور في ذهن العروسين من تساؤلات وأفكار ومخاوف؛ فالطبيب المتخصص هو أقدر شخص يستطيع الإجابة عنها.
ثانيًا:
قد تؤدى المشورة الطبية إلى اكتشاف بعض الحالات المرضية التي يمكن علاجها بسهولة أو تحاشي أي أثر لها بعد الزواج، مثل فقر الدم أو مرض السكر أو أمراض القلب.
ثالثًا:
يتم التأكد من سلامة الجهاز التناسلي وخلوه من الأمراض، والتي قد تنتقل عن طريق الجنس واستطلاع مؤشرات الخصوبة لدى العروسين.
رابعًا:
مناقشة الاستعداد لليلة الدخلة وما يحدث فيها وكافة الأمور المتعلقة بالعلاقة الجنسية وتصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة عن هذا الجانب من الحياة الزوجية.
خامسًا:
الاستفسار عن الحمل الأول وتوقيت حدوثه والاستعداد له .. والاستعلام عن وسائل تأجيل الحمل الأول في حالة الرغبة في ذلك.
وكل هذه الأمور يجب طرحها قبل الزفاف .. ويجب مناقشتها مع طبيب متخصص .. والذي سيقوم بالإجابة عن كافة التساؤلات والاستفسار عن التاريخ المرضي لكلا العروسين، ثم يقوم بالكشف الطبي عليهما، وهو كشف خارجي لا يستدعى التخوف أو الخجل، وقد يحتاج الأمر لإجراء بعض الأبحاث الطبية البسيطة، مثل تحليل الدم أو السائل المنوي أو إجراء أشعة للصدر أو التصوير بالموجات الصوتية على الحوض والبطن للتأكد من حدوث التبويض.
ساحة النقاش