تعريف الزواج:

الزواج نظام ديني أخلاقي يحدد العلاقة بين الرجل والمرأة، ويفرض عليهما حقوقاٌ وواجبات متبادلة لاستمرار الأسرة.

ويعتبر إشهار الزواج ووجود ولي الأمر والشهود وتسجيل العقد من أسس الزواج الناجح. فإذا اكتملت كل هذه العناصر يصبح الزواج من السعادة والهناء، وبداية لمستقبل باهر وأعزاء يصبحون قرة أعين الأسرة.وإذا اختل أي بند من ذلك فسوف يختل هذا الزواج ويكون زواجاٌ ناقصاٌ عرضة للانهيار السريع. فالزواج الناقص هو الزواج الذي يتم بدون ولي أمر أو دون إعلان أو بدون شهود.

احذر الزواج العرفي:

الزواج العرفي هو زواج غبر رسمي، وهو يفتقر إلي أحد أهم شروط الزواج وهو الإشهار والإعلان؛ حيث إنه لا يتضمن التوثيق الرسمي في وجود ولي الأمر والشهود؛ مما لا يضمن للأسرة - بصفة عامة - والفتاة- بصفة خاصة- حقوقها القانونية. من متابعة علماء النفس للشباب الذين دخلوا تجربة الزواج العرفي وجدوا أن العلاقات بين الشباب والفتاة تقوم علي أساس الجاذبية التي تنشأ بينهما، وهي جاذبية حسية غير مستندة إلي رغبة حقيقة في العيش معاٌ وبناء حياة أسرية مستقرة.

وتنتشر هذا العلاقات في الشباب الذي لا يملك طموحاٌ عاليا في التعليم؛ حيث إنه يبحث عن تأكيد ذاته لا من خلال التفوق الدراسي. ولكن من خلال تبرير العلاقات مع الجنس الآخر دون جدية حقيقية، وهؤلاء لا يظهر في علاقاتهم ببعضهم البعض أي احترام متبادل أو عاطفة حقيقية، ومثل هذا النوع من العلاقات قد يظهر مثيرا في البداية، ولكن سرعان ما يمل كل طرف الآخر لأن علاقتهما لا تروي في أعماق كل منهما العاطفة الحقيقية الصادقة. إذن الأساس الحقيقي في الزواج العرفي هو الرغبة المؤقتة وليس العاطفة الدائمة؛ لأن الحب الحقيقي هو شعور بالمسئولية وتحملها.

الزواج العرفي لا يكتب له الاستمرار كالزواج الرسمي المعلن، فالزواج الذي ينشأ في السر يجعل العلاقة الزوجية متوترة، هشة ومليئة بالخوف والقلق والاضطراب فيقع الضرر علي البنت والشاب ويكون نصيب البنت من الضرر هو النصيب الأكبر لما تتحمله من عواقب لهذا الزواج غير المعلن!.

شعور الذنب من أقسي المشاعر التي تنتاب الفتاة التي تقبل هذا الزواج المهين، فهي خائنة لثقة أهلها وأسرتها ويجلب لها مزيجاٌ من الشعور بالذنب والعار ويحدث لها شعور بحالة الاكتئاب والقلق؛ مما يؤثر علي العلاقة ذاتها، كما يؤثر أيضاٌ علي الأداء الدراسي لتحصيل البنت، فتفشل في المدرسة وتتحطم كل آمالها في الحصول علي الشهادة والعمل حتى الزواج الآمن والمستقر.

زواج الأقارب:

يعد زواج الأقارب من أهم أسباب انتشار العيوب الخلقية والأمراض الوراثية، حيث تفرض العادات والتقاليد في بعض المجتمعات خطبة البنت لابن عمها أو خالها أو خالتها، بصرف النظر عن وجود أمراض وراثية داخل العائلة والتي يزداد فرصة حدوثها بزواج العائلات المتكرر، حيث يتم الزواج بدون إجراء الفحص الطبي السابق للزواج والذي يتم عن طريقة تشخيص العيوب الخلقية والأمراض الوراثية بالفحص الدقيق ودراسة شجرة العائلة والتاريخ الوراثي للأسرة لمعرفة هذه الأمراض. وهذا يؤدي إلي أطفال مصابين بإعاقات مختلفة وهو ما يجعلهم عبئًا كبيرًا علي الأسرة، بالإضافة إلي معاناتهم الشخصية. لكل ذلك فلا ينصح بأن يكون الزواج بين الأقارب. وعند الضرورة لابد من إجراء فحص طبي قبل الزواج تلافيًا للعواقب المبنية علي هذا الإجراء.

الزواج المبكر

يعتبر الزواج المبكر أحد أساليب العنف ضد الفتاة.. فغالبًا ما يتم هذا الزواج بدون أخذ رأي البنت في الاعتبار.. والتي غالبًا ما تكون لا حيلة لها في الاختبار.. وغالبًا أيضًا ما تكون غير قادرة علي اتخاذ القرار المناسب نظرًا لعدم اكتمال نضجها الفكري، وعدم درايتها بالعواقب الصحية والنفسية والاجتماعية التي قد تنشأ نتيجة هذا الزواج المبكر. وعادة يطلق اسم زواج المراهقات علي الزواج المبكر للفتاة والذي يتم قبل أن تصل الفتاة إلي سن النضوج بعد انتهاء فترة المراهقة والتي تستمر حتى سن19 سنة.
ورغم أن ظاهرة زواج المراهقات تتناقص في مصر بصفة عامة .. فما زالت نسبة حدوثها مرتفعة في ريف مصر؛ خاصة في الصعيد.
وزواج المراهقات ينتج عنه مشاكل كثيرة.. هذه المشاكل قد تكون اجتماعية وقد تكون صحية.

المشاكل الاجتماعية لزواج صغار السن
ينتج عن زواج الفتيات في سن مبكرة مشاكل اجتماعية منها:

  • تحرم الفتاة من استكمال تعليمها وقد تحرم من التعليم نهائيًا.
  • لا تتمتع الفتاة بطفولتها واكتمال تكوين شخصيتها وكيانها الذاتي.
  • علي الفتاة التي تتزوج في سن مبكرة أن تواجه مسئوليات ومتطلبات الحياة الزوجية ورعاية بيتها وزوجها وأطفالها، ولا تستطيع غالبًا أن تقوم بهذا الدور؛ نظرًا لعدم نضجها ولقلة حيلتها، وعدم وجود التجانس والتفاهم الأسري؛ مما ينتج عنه تفكك الأسرة وانعدام التفاهم بين الزوج وزوجته، وقد ينتهي الأمر بالطلاق.
  • لا تستطيع الفتاة في هذه السن المبكرة توفير الرعاية السليمة للأبناء؛ مما يؤثر علي مقدرتها في تربية أطفالها بما يضمن لهم النشأة السليمة.
  • طول فترة الخصوبة عند الأمهات والتي غالباٌ ما تؤدي إلي تعدد الولادات، والتي تؤدي إلي مشاكل صحية واجتماعية متعددة.

المشاكل الصحية لزواج صغار السن
غالبا ما يحدث الحمل في سن مبكرة عند زواج المراهقات.. حيث تبلغ نسبة حدوث الحمل في هذه السن المبكرة أكثر من 75%.

حمل صغار السن ومخاطره

  • ارتفاع نسبة وفيات الأمهات من مرتين إلي خمس مرات عن نسبة الوفيات في السن من 20إلي 35 سنة.
  • زيادة كبيرة في معدلات إصابة الأمهات بأمراض مزمنة نتيجة الحمل والولادة. وتمثل مضاعفات الحمل والولادة السبب الرئيسي لوفيات وأمراض الأمهات قبل سن العشرين.
  • ارتفاع معدلات وفيات الأطفال أثناء الحمل والولادة.
  • زيادة نسبة وفيات الأطفال في السنة الأولي من عمرهم نتيجة عدم مقدرة الأم صغيرة السن علي توفير الرعاية السليمة لهم.

وهناك الكثير من المضاعفات التي قد تحدث أثناء الحمل والولادة إذا كان عمر الأم أقل من عشرين سنة، منها:

  • زيادة معدلات حدوث الإجهاض.
  • ارتفاع نسبة الولادة المبكرة.
  • حدوث تسمم الحمل.
  • التهابات الجهاز البولي.
  •  حدوث فقر الدم نتيجة نقص الحديد.
  •  تعسر الولادة.
  • النزيف قبل وبعد الولادة.
  • قصور المشيمة والذي ينتج عنه وفاة الأطفال أثناء الحمل أو الولادة أو نقص وزن المولود الذي يؤثر علي سلامته لفترات طويلة.

ومن الحقوق الأساسية والثابتة للفتاة- والتي تنص عليها التعاليم السماوية والقيم الاجتماعية- حقها في اختيار الوقت المناسب والشخص المناسب للارتباط به في إطار مؤسسة الزواج، وعليها أن تدرك هذه الحقيقة وأن تتمسك بهذه الحقوق وأن تجد من يساندها في أسرتها لضمان حصولها علي هذه الحقوق... ولعل الآباء والأمهات هم أكثر الناس حرصًا علي سلامة بناتهم وأولادهم.

yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 421/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
140 تصويتات / 5078 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر