بدأت الخدمات الصحية التي تهتم بالسيدة في سن الإنجاب ( وفق مبادرات المنظمات الدولية) في بداية الثمانينات تحت إطار صحة الطفولة وتنظيم الأسرة ، حيث قامت معظم الدول بإنشاء برامج نوعية لتنظيم الأسرة وخاصة في الدول ذات النمو السكاني المرتفع بالإضافة إلى تأسيس أقسام وإدارات خاصة في وزارات الصحة لصحة الطفولة والأمومة.

وبعد أن تم عقد المؤتمر السكاني العالمي عام 1984 ازداد الدعم العالمي لبرامج تنظيم الأسرة وأصبحت برامج مستقلة إدارياً ومالياً وأخذت تهتم بالبعد السكاني لتنظيم الأسرة لأول مرة نظرا لمشاكل الدول النامية خاصة في هذا الإطار.

أما في مؤتمر نيروبي للأمومة الآمنة عام 1987 فقد خرج هذا المؤتمر بمبادرة نوعية حول الأمومة الآمنة هدف إلى خفض معدلات وفيات ومراضة الأمهات التي وصلت إلى معدلات مرتفعة جداً بحيث لا يمكن السكوت إزاء هذا الارتفاع في معظم الدول النامية حيث قرر المؤتمر حث الدول على العمل على خفض وفيات الأمهات بنسبة 50% بحلول عام 2000 من خلال اعتماد الاستراتيجيات التالية:

1-    إنشاء لجان وطنية للأمومة الآمنة متعددة الأطراف.

2-    وضع سياسات وطنية لتفعيل برامج الأمومة الآمنة.

3-    العناية بالتدريب الخاص بالكوادر الصحية.

4-    تقوية الدعم السياسي والمادي لمشاريع الأمومة.

بعد ذلك برز إلى الوجود مفهوم شامل يتعلق بصحة المرأة وذلك في بداية التسعينات ليكون إطاراً فاعلاً للتدخلات المتعلقة بصحة المرأة بشكل عام إلا أن هذا الإطار لم يجد الدعم اللازم بسبب تشعب الموضوع ودخول تخصصات متعددة في خدماته. أما المحور الأساسي في تاريخ الصحة الإنجابية فهو انعقاد المؤتمر العالمي للسكان والتنمية icpd  عام 1994 حيث أكد على مايلي:

-       ضرورة الاهتمام بصحة المرأة وتمكين دورها بالمجتمع.

-       إطلاق مفهوم الصحة الإنجابية كأحد إنجازات المؤتمر الرائدة.

 

*-تعريف الصحة الإنجابية: عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة الإنجابية بأنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامـة البدنيـة والنفسيـة والعقليـة والاجتماعيـة

 في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة وهي تعد جزء أساسي من الصحة العامة تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب.

 الفئات المستهدفة بالصحة الإنجابية:

 

1- الرجل والمرأة في سن الإنجاب لرفع المستوى الصحي لهما.

2- المراهقون والشباب لتجنيبهم السلوكيات الضارة التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس ليجهزوا أنفسهم للمستقبل ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه صحتهم والأسر التي سيشكلونها.

3- النساء ما بعد سن الإنجاب للوقاية من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التناسلي وتدبيرها.

4- الطفل ما بعد الولادة للحفاظ على صحته وبقائه وحمايته ونمائه.

 

العوامل المؤثرة في الصحة الإنجابية:

1 - الصحة الإنجابية تؤثر وتتأثر بحالة المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها علاقة الأم بالأب وعلاقة كليهما بالأبناء والبنات وعلاقة الأخوة ذكوراً وإناثاُ .

2- تتأثر الصحة الإنجابية بمكانة المرأة في المجتمع ففي كثير من أنحاء العالم يتعرض الإناث للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية والحصول على الرعاية الصحية.

3- يتأثر مستوى الصحة الإنجابية بتوافر خدمات صحية ذات جودة عالية لتلبي الاحتياجات الصحية لفئات مختلفة ويسهل الوصول إليها.

 

مكونات الصحة الإنجابية:

1- الرعاية ما قبل الزواج:

- يبدأ الاهتمام بمفهوم الصحة الإنجابية في الأعمار المبكرة وخاصة لدى الإناث فلا بد من تهيئة الفتاة للزواج والإنجاب في مرحلة الطفولة والبلوغ وليس فقط بعد الزواج، فهناك مشاكل صحية متعلقة بفترة ما قبل الزواج ومشاكل بعد الزواج.

لتأمين رعاية صحية جيدة لابد من الانتباه للمشاكل التالية:

- نقص النمو وأمراض سوء التغذية فالجسم يحتاج إلى غذاء متكامل لتأمين طاقة كافية تساعد على النمو السليم فالفتيات الناقصات النمو معرضات إلى خطر إنجاب أطفال ناقصي وزن.

- أ مراض الحمى الروماتزمية: تنجم عن الإصابة المتكررة بالتهاب البلعوم واللوز,مثل هذه الإصابات تؤثر على القلب وتؤدي إلى تغيرات مزمنة وبشكل خاص على صمامات القلب وعند الحمل تتفاقم الحالة ويصبح الحمل خطراً على حياة الأم.

- داء السكري الذي يصيب الأطفال ويحتاجون إلى أخذ مادة الأنسولين يوميا فعند الحمل لابد من الدقة في متابعة العلاج لحماية الجنين.

- الإعاقة البدنية مثل: شلل الأطفال أو نتيجة حادث مروري قد ينتج عنها إعاقات تتسبب في مشاكل نفسية وبدنية للسيدات تؤثر على الحياة الزوجية وإنجاب الأطفال.

- الزواج والحمل المبكر يعرض الفتيات لخطر كبير بسبب عدم اكتمال النضج, من الأفضل صحيا عدم حدوث أول حمل قبل سن الثامنة عشرة لما فيه من أضرار على المرأة والجنين.

زواج الأقارب: لتلافي إصابات بالأمراض الوراثية التي تنتقل بين العائلات التي تستمر في التزاوج من بعضها فلابد من إجراء فحوصات طبية قبل الزواج خاصة في العائلات التي تكثر فيها أمراض وراثية مثل التلاسيميا.

- السلوكيات غير الحميدة تؤثر سلباً على الصحة مثل: التدخين، الكحول، الأمراض التناسلية.

كما لابد من التركيز على أهمية النظافة الشخصية وضرورة إتباع سلوك صحي سليم.

من هنا نرى مدى أهمية الرعاية والتوعية الصحية والفحص الطبي قبل الزواج.

2- رعاية الحامل:

-  يمتد الحمل الطبيعي (40) أسبوع وهو الفترة الزمنية من اليوم الأول لآخر دورة طمثية وحتى بداية المخاض يرافق الحمل تغيرات فيزيولوجية وغدية تشريحية وتخلف هذه العلامات تبعاً لسن الحمل.

- على الحامل مراجعة المركز الصحي أثناء فترة الحمل(8) زيارات منذ بدء تشخيص الحمل وذلك لإجراء فحص طبي يتضمن (تحاليل الدم والبول, جرعات كزاز, فحص أسنان, تهيئة الأم للإرضاع الطبيعي فيجب التأكيد على أهمية البدء بالإرضاع بعد الولادة مباشرة وعدم استعمال المحاليل السكرية).

- يجب أن تراجع الحامل فوراً لدى حدوث أي حالة طارئة ويجب التأكيد على الحامل على الولادة في مؤسسة صحية وعلى أيدي مدربة للوصول إلى ولادة آمنة ولا بد للمرآة من الحصول على رعاية صحية أثناء فترة النفاس وضرورة الاهتمام بتغذيها ونظافتها الشخصية.

3- تنظيم الأسرة:

هو سلوك حضاري يوفر للزوجين خيار مناسب للتحكم بموعد البدء بإنجاب الأطفال وعددهم والفترة الفاصلة بين الواحد والآخر ومتى يجب التوقف عن الإنجاب كل حسب ظروفه ومقدرته وموافقة الزوجين ضمن الإطار الصحي الذي يركز على صحة الأم والطفل.

فوائد تنظيم الأسرة:

لو كانت كل الفترات بين الولادة سنتين على الأقل لأمكن تلافي 1/5 وفيات الرضع.

خفض إصابة النساء بفقر الدم.

خفض معدل نمو الأسرة وهذا يساعد على تحسين مستوى الحياة والصحة.

الحد من الصعوبات الاقتصادية المصاحبة لكثرة الأولاد.

حماية الشابات أو النساء العليلات من أخطار الولادة.

الحد من الإصابة من سوء التغذية للأم والطفل.

خفض احتمال لجوء السيدات للإجهاض غير المشروع الذي يكون خطراً عليهن.

وسائل تنظيم الأسرة: تتوفر مجاناً في المراكز الصحية وهي:

اللوالب – حبوب البسيطة – الحبوب المركبة – التحاميل الرغوية – الحقن العضلية – الواقي الذكري وله فوائد في الوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس.

من المهم ذكره أن لكل أسر وسيلة تنظيم خاصة بها يتم اختيارها من الزوجين بعد التشاور مع المسؤول الصحي تبعا للوضع الصحي للسيدة.

الأمراض المنتقلة بالجنس أهمها:

السيلان البني – السيفلس – التهاب الكبد البائي- الداء الالتهابي الحوضي – الثآليل التناسلية – العقبول التناسلي – الإيدز.

ضرورة مراجعة المركز الصحي عند ظهور أي عرض من مفرزات ذات لون أو رائحة غريبة ولا بد من اتباع العلاج واستخدام الواقي الذكري الذي يؤمن الحماية من هذه الأمراض.

الكشف المبكر عن السرطانات النسائية:

سرطان الثدي:

الفحص الذاتي للثدي: إن أكثر من 95% من أورام الثدي تكتشف من قبل المرأة نفسها لذلك لابد من تثقيف النساء للقيام بالفحص الذاتي لثدي. الوقت المناسب له الأسبوع الذي يلي الدورة الطمثية للنساء في سن الإنجاب, وفي مطلع كل شهر بعد سن الإنجاب.

لا بد من تحري أي تغيير في الثدي شكل أو حجم الثدي أو تغير بالحلمة ولابد من تحر الكتل قد يكون معظم التغيرات ناتج عن كيسات أو كتل دهنية ويمكن معالجتها بسهولة.

على السيدة مراجعة المركز الصحي لتعلم طريقة الفحص الذاتي للثدي.وإجراء الصورة الشعاعية للثدي عند الحاجة.


الحقوق الإنجابية:

بما أن الصحة الإنجابية هي حق أساسي من حقوق الإنسان كما جاء في تعريف منظمة الصحة العالمية فإن الصحة الإنجابية حق أيضاً ويتضمن حقوقاً إنجابية هي:

-       الحق في الحصول على أعلى مستوى من الصحة الأسرية والإنجابية.

-       الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنجاب دون قسر أو عنف أو تمييز.

كان هذا مرورا سريعا على مفهوم الصحة الإنجابية ولابد لتحقيق مستوى أفضل للصحة الإنجابية من إشراك الرجل والمرأة بالقرار الإنجابي للأسرة. وتقديم هذه المفاهيم لكل من الشباب والشابات في عمر مبكر فالصحة الإنجابية لم تعد من اهتمام النساء المتزوجات وهن في سن الإنجاب فقط وإنما مسؤولية الجميع في كافة المراحل العمرية.

موقع وزارة الصحة السورية

yomgedid

بوابة "يوم جديد"

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر