في 20 ديسمبر من عام 2006، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2010 سنة دولية للتنوع البيولوجي، حيث دعت إلى التعاون مع هيئات الأمم المتحدة والاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف والمنظمات الدولية المعنية الأخرى وغيرها من الجهات صاحبة المصلحة، بهدف حشد مزيد من الاهتمام الدولي بمسألة استمرار فقدان التنوع البيولوجي.

كما شجعت الدول الأعضاء والجهات الأخرى صاحبة المصلحة على الاستفادة من السنة الدولية للتنوع البيولوجي لتنمية الوعي بأهمية التنوع البيولوجي، عن طريق التشجيع على اتخاذ إجراءات على كل من الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.

يذكر أنه يحتفل في الثاني والعشرين من مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، وهو يوم اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي، وكان يحتفل بهذا اليوم سابقا في 29 ديسمبر، وفي عام 2000، تمت التوصية بتغيير تاريخ الاحتفال لتسليط مزيد من الأضواء عليه.

قيمة التنوع البيولوجي:

إن حاجتنا إلى أجزاء من الطبيعة – التي غالباً ما نتجاهلها – هي غالباً حاجة ذات أهمية قد لا تدرك مسبقاً. فقد هرعنا، كرة بعد أخرى، عائدين إلى خزانة الطبيعة بحثا عن العلاج للأمراض أو للحصول على جينات قوية من النباتات البرية لإنقاذ محاصيلنا من تفشي الآفات. وأكثر من ذلك، فما يجعل هذا الكوكب صالحا لحياة كل الأنواع، بما فيها البشر، هي التفاعلات بين مجموعة متنوعة من المكونات المختلفة للتنوع البيولوجي. فالصحة الشخصية، وصحتا الاقتصاد والمجتمع البشري، تعتمد على الإمداد المستمر للخدمات الإيكولوجية المتنوعة التي كان من الممكن أن تكون مكلفة جدا أو أن يكون من غير المحتمل إيجاد بدائل لها. وتتنوع هذه الخدمات الطبيعية تنوعا لا يمكن حصره. فعلى سبيل المثال، لن يكون عملياً، إلى حد كبير، استبدال ما تقوم به المخلوقات التي تتغذى على بعضها بعضاً من مكافحة الآفات، أو التلقيح الذي تقوم به الحشرات والطيور في إطار حياتها اليومية.

 وتظهر أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال الأمثلة التالية:

  •     قد تكلف شبكة من المناطق البحرية المحمية، يُهدف منها الحفاظ على 20 إلى 30 في المائة من البحار والمحيطات، ما بين 5 مليارات إلى 19 مليار دولار من دولارات الولايات المتحدة، إلا أن ذلك يساعد على حماية ما قيمة 70 إلى 80 مليار دولار من المصايد السمكية، بالإضافة إلى توفير خدمات النظم الإيكولوجية البحرية التي تبلغ قيمتها من 4.5 إلى 6.7 تريليون دولار سنويا.
  •     قُدّرت القيمة الاقتصادية الوسطية السنوية لمصايد الأسماك، مدعومة بموائل المانجروف في خليج كاليفورنيا، بحوالي 500 37 دولار لكل هكتار من هُدّاب غابات المانجروف. وتبلغ قيمة غابات المانجروف، كمحمية ساحلية،300 000 دولار لكل كيلومتر من الساحل.
  •     توفر السياحة المعتمدة على الطبيعة في أفريقيا نفس مبلغ الإيرادات التي توفرها الزراعة والغابات ومصايد الأسماك مجتمعة.
  •     تخزن المنتزهات الوطنية لكندا 4.43 جيجاطن (مليار طن متري) من الكربون، وهي خدمة تقدر قيمتها ما بين 11 مليار دولار إلى 2.2 ترليون دولار — اعتمادا على الأسعار السوقية للكربون. وتخزن المناطق المحمية في المكسيك 2.45 جيجاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي – وفقا لحسابات عام 2004- أكثر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المكسيك لخمس سنوات، وتقدر قيمتها بـ 12.2 مليار دولار.
  •     قدّر تقرير في عام 2003 أن القيمة الإجمالية لفوائد المملكة المتحدة السنوية من غاباتها هي في حدود مليار جنيه استرليني. ويشمل ذلك على الاستجمام (393 مليون جنيه استرليني)، والتنوع البيولوجي (386 مليون جنيه استرليني)، والمناظر الطبيعية (150 مليون جنيه استرليني)، وتنحية الكربون (94 مليون جنيه استرليني). ولم تشمل التقديرات، التي قامت بها لجنة الغابات البريطانية، قيما مثل مساهمة الغابات في العرض ونوعية المياه العذبة، وتنقية الهواء، والحد من انجراف التربة.
  •     وتقدر مساهمة الحاجز المرجاني العظيم في الاقتصاد الأسترالي بــ 6 مليار دولار أسترالي، بحساب قيمة السياحة وغيرها من أنشطة الاستجمام والصيد التجاري فقط.

 

أهداف السنة الدولية للتنوع البيولوجي:

تنوي أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي بالأمم المتحدة القيام بأنشطة لدعم جميع أصحاب المصلحة في الاحتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي. ويتمثل الهدف من السنة الدولية للتنوع البيولوجي في زيادة التوعية العامة بأهمية التنوع البيولوجي وتداعيات ضياعه.

وسوف تسعى الأمانة أيضاً إلى النهوض بإشراك عامة الناس والفاعلين الآخرين في تنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي.
وستحتفل السنة أيضا بالنجاح في الوصول إلى هدف تحقيق خفض ملحوظ في معدل فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2010، والهدف في الحصول على التزام من المجتمع الدولي على تعزيز تنفيذ الاتفاقية.
وسيتم الاحتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي على المستويين الوطني والدولي. وفي حين سيكون جزء من هذه المناسبات على شكل احتفالات بها عنصر التوعية العامة، ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي استعمال مناسبات رفيعة المستوى لزيادة التوعية بالحاجة إلى إنقاذ التنوع البيولوجي.
وينبغي أن تقدم هذه المناسبات أمثلة للالتزامات بالأهداف الثلاثة للاتفاقية وهي: حفظ التنوع البيولوجي، واستخدامه استخداما مستداما، والتقاسم المنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية، وأن تتضمن عرض قصص النجاح في عام 2010. وينبغي أن تبين هذه المناسبات كيفية إسهام الالتزامات ليس في إنقاذ التنوع البيولوجي فحسب، بل في النهضة برفاهية الإنسان وعملية التنمية أيضا. كما ينبغي لها أن تربط بين عرض هذه الالتزامات وعملية الحوار بين صانعي السياسات بخصوص الإطار المستقبلي لأهداف الاتفاقية.
وستكون المحصلة الختامية للاحتفال بالسنة الدولية العمل على مختلف المستويات نتيجة لحملات ’’التوعية العامة‘‘ المستهدفة و’’التوعية السياسية‘‘، بالتعاون مع عدد من الشركاء. وسيجرى تقييم شامل في بداية عام 2011 لقياس نوعية الأثر الناتج عن مناسبات السنة الدولية للتنوع البيولوجي ومقداره. وسيقدم تقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف عام 2011.

وتتمثل الأهداف الرئيسية للأمانة بالسنة للسنة الدولية فيما يلي:

1.    تعزيز التوعية العامة بأهمية التنوع البيولوجي والتهديدات الكامنة ضده، بما في ذلك تغير المناخ.
2.    زيادة التوعية بالإنجازات التي حققتها المجتمعات والحكومات حتى اليوم في جهودها لحفظ التنوع البيولوجي ومكوناته واستخدامهما استخداماً مستداماً، والتشجيع على التقاسم المنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية، بالإضافة إلى زيادة التوعية بأوجه القصور في هذه الجهود.
3.    أن يتخذ جميع الأفراد والمنظمات والحكومات الخطوات اللازمة لوقف فقدان التنوع البيولوجي فوراً.
4.    النهوض بالحلول الابتكارية لخفض هذه التهديدات.
5.    بدء حوار بين أصحاب المصلحة بشأن الخطوات الواجب اتباعها في الفترة التالية لعام 2010. وتتخذ إجراءات تنفيذ هذه الأهداف من جانب مختلف المجموعات المستهدفة.

المصدر: موقع الأمم المتحدة (النسخة العربية)، بتصرف.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 255/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
84 تصويتات / 2523 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر